وتطبيقها - هذا عدا الفلسفة والكلام - لجدير بالتقدير والإكبار وأن يكون مفخرة يعتزّ به . وقد كبر على المستشرقين أن يكون عربي مسلم ومن أهل القرن الثاني للهجرة يمتاز بتلك الآراء السديدة وتكون نظريّاته الأسس العامّة التي قام عليها علم الكيمياء قديمه وحديثه ، فصاروا يخبطون في تعرّضهم لكتبه كحاطب ليل ، فمرَّة يشكّون في وجوده ، وتارة في زمانه ، وأخرى فيما نسب إليه من تلك الكتب ، ورابعة في نسبة البعض ممّا يرويه عن أستاذه الصادق عليه السّلام ، وخامسة في التبويب والوضع والأسلوب لأنه لم يكن يعرفه أهل ذلك العصر ، إلى غير ذلك ، وقد فنّد بعض تلك الشكوك والمزاعم الكاتب إِسماعيل مظهر صاحب مجلة العصور فيما نشره في المقتطف ( 68 / 544 - 551 ومن 617 - 625 ) وجلى في هذه الحلبة الأستاذ أحمد زكي صالح فيما كتبه في مجلة الرسالة المصريّة السنة الثامنة ( ص 1204 - 1206 ومن 1235 - 1237 ومن 1268 - 1270 ومن 1299 - 1302 ) ، ولقد فنَّد تلك الأوهام والمزاعم تفنيداً حكيماً علميّاً . وصرّح مراراً بتشيّعه ، وقال في مناقشة رأي الأستاذ ( كراوس ) ص 1299 : ومن الجليّ الواضح لدى كلّ من درس علم الكلام أن فِرَق الشيعة كانت أنشط الفِرق الاسلاميّة حركة ، وكانت أولى من أسّس المذاهب الدينيّة على أسس فلسفية ، حتّى أن البعض ينسب فلسفة خاصّة لعليّ بن أبي طالب . وكان هذا الكلام من أحمد زكي لتصحيح ما يُنسب إلى جابر من المقارنة بين الآراء الكلاميّة والفلسفيّة . وجملة القول أنه قد أصبح من الواضح تشيّع جابر وتقدّمه في عدّة علوم