الكيمياء وجابر بن حيّان ذكر علم الصادق عليه السّلام بالكيمياء كثير من المؤلّفين ، وأن تلميذه جابر بن حيّان الصوفي الطرطوسي أخذ عنه هذا العلم ، وألّف خمسمائة رسالة فيه في ألف ورقة ، وهي تتضمّن رسائل جعفر الصادق عليه السّلام [1] . وللقدماء والمتأخّرين من المستشرقين كلام كثير في شأن جابر وقد ذكره ابن النديم في الفهرست ص 498 - 503 ، وأطال فيه الكلام وذكر له من الكتب والرسائل في مختلف العلوم لا سيّما الكيمياء والطبّ والفلسفة والكلام شيئاً كثيراً لا يكاد يتّسع وقت الانسان في العمر الطبيعي لتأليفها ، نعم إِلا لأفذاذ في الدهر منحوا ذكاءً وفطنةً مفرطين وانكبّوا على الكتابة والتّأليف ، وذكر أن له تآليف على مذاهب الشيعة ومن ثمّ استظهر تشيّعه ولعلّ أخذه عن الصادق وائتمان الصادق به على هذا العلم شاهد على تشيّعه . وذكره في الذريعة في عداد مؤلّفي الشيعة في 2 / 451 - 452 عند ذكره لكتابه ( الايضاح ) في الكيمياء . ولو تصفّحت شيئاً من رسائله التي نشرها المستشرق " كراوس " لأيقنت بتشيّعه وأخذه عن الإمام الصادق ، لأَنه أخذ عنه كإمام مفترض الطاعة متّبع الرأي ، ولعرفت أنه لم يأخذ عنه الكيمياء فحسب ، بل الكلام وغيره . وقد أكبر مؤلفو الاسلام منزلة جابر وعدّوه مفخرة من مفاخر الاسلام ولا بدع فإن من تزيد مؤلّفاته على ثلاثة آلاف كتاب ورسالة في مختلف العلوم ، وجلّها من العلوم النظريّة والطبيعيّة التي تحتاج إلى زمن طويل في تجاربها