لا سيّما الكلام والفلسفة والطبّ والكيمياء والطبيعيّات عامّة ، وما كادت لتكون آراؤه الأسّ العامّ لدعائم علم الكيمياء إِلا لأنه أخذ ذلك من معدنه الصحيح الإمام الصادق عليه السّلام . وكنت قد جمعت عدَّة مصادر عن جابر لا تبسط في ترجمته غير أني اكتفيت بهذا الوجيز عن الإطالة فيها ، فإنّا لو استقصينا الكلام على كلّ ما يقتضي التوسعة في البحث عنه لكان هذا الكتاب عدّة أجزاء ، وهو وإِن كان لا يخلو من فائدة ، غير أنه يكون أبعد عن حياة الصادق الخاصّة . سائر العلوم لا نعني بما ذكرناه من العلوم التي كتبنا عنها وأوضحنا أخذ الناس عن الصادق فيها أن تلك جميع ما لديه ، بل إِن الإمام على رأي الإمامية يجب أن يكون عالماً بكلّ شيء وأعلم الناس في كلّ علم وفنّ ولسان ولغة ، كما يقتضيه حكم العقل [1] ولو نظرنا إلى الدليل السمعي من دون أن نثبت له الإمامة الإلهية لفهمنا منه أن في كلّ زمان عالماً من العترة بالكتاب والسنّة كما هو مفاد حديث الثقلين وأن عالم الكتاب الذي نزل على الرسول تبياناً لكلّ شيء يجب أن يكون عالماً بكلّ شيء ، وما دام الكتاب موجوداً فالعالم به من العترة موجود إلى يوم الحشر ، ولا يعدو أن يكون ذلك العالم في عهد الصادق نفسه ، إِذ ليس في زمانه من هو أعلم منه في العترة ، وكفت آثاره دلالة على ذلك العلم . فصادق أهل البيت إِذن عالم أهل البيت في عصره وعالم العترة
[1] وقد أوضحنا ذلك في رسالتنا " الشيعة والإمامة " فانظرها إِن أردت التحقيق .