responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 168


قلت : بالعقل الذي في قلبي ، والدليل الذي أحتجّ في معرفته ، قال : فأنّى يكون ما تقول وأنت تعرف أن القلب لا يعرف شيئاً بغير الحواس ، فهل عاينت ربّك ببصر ، أو سمعت صوته بأذن ، أو شممته بنسيم ، أو ذقته بفم ، أو مسسته بيد ، فأدّى ذلك المعرفة إلى قلبك .
قلت : أرأيت إذا أنكرت اللّه وجحدته لأنك زعمت أنك لا تحسّه بحواسك التي تعرف بها الأشياء وأقررتُ أنا به هل بدّ من أن يكون أحدنا صادقاً ، والآخر كاذباً ، قال : لا ، قلت : أرأيت إِن كان القول قولك ، فهل تخاف عليّ شيء ممّا أخوّفك به من عقاب اللّه ، قال : لا ، قلت : أفرأيت إِن كان كما أقول والحقّ في يدي ، ألست قد أخذت فيما كنت أحاذر من عقاب اللّه بالثقة ، وإِنك قد وقعت بجحودك وإنكارك في الهلكة ، قال : بلى ، قلت : فأيّنا أولى بالحزم وأقرب من النجاة ، قال : أنت ، إِلا أنك من أمرك على ادّعاء وشبهة وأنا على يقين وثقة ، لأني لا أرى حواسّي الخمس أدركته ، وما لم تدركه حواسّي فليس عندي بموجود ، قلت : إِنه لمّا عجزت حواسّك عن إِدراك اللّه أنكرته ، وأنا لمّا عجزت حواسّي عن إِدراك اللّه صدّقت به ، قال : وكيف ذلك ؟ قلت : لأن كلّ شيء جرى فيه أثر التركيب لجسم أو وقع عليه بصر للون [1] فما أدركته الأبصار ونالته الحواس فهو غير اللّه سبحانه لأنه لا يشبه الخلق ولا يشبهه الخلق ، وأن هذا الخلق ينتقل بتغيير وزوال ، وكلّ شيء أشبه التغيير والزوال فهو مثله ، وليس المخلوق كالخالق ، ولا المحدَث كالمحدِث [2] .
ثمّ أن الصادق عليه السّلام قال : قلت له : أخبرني هل أحطت بالجهات كلّها وبلغت منتهاها ؟ قال : لا ، قلت : فهل رقيت إلى السماء التي ترى ، أو انحدرت إلى الأرض السفلى فجلت في أقطارها ؟ أو هل خضت في غمرات



[1] اللام في لجسم وللون لام الابتداء المفتوحة وجسم ولون خبر أن .
[2] الأول اسم مفعول وهو بفتح الدال والثاني بكسره وهو اسم فاعل .

168

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست