responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 157


ثمّ أن الصادق عليه السّلام جعل يذكر فوائد البكاء للأطفال من التجفيف لرطوبة الدماغ وأن في بقاء الرطوبة خطراً على البصر والبدن .
ثمّ ساق البيان إلى جعل آلات الجماع في الذكر والأنثى على ما يشاكل أحدهما الآخر ، ثمّ ذكر أعضاء البدن والحِكمة في جعل كلّ منها على الشكل الموجود ، وههنا يقول له المفضّل : يا مولاي إِن قوماً يزعمون أن هذا من فعل الطبيعة ، فيقول له الإمام : سلهم عن هذه الطبيعة أهي شيء له علم وقدرة على مثل هذه الأفعال ، أم ليست كذلك ؟ فإن أوجبوا لها العلم والقدرة فما يمنعهم من إِثبات الخالق ، فإن هذه صفته ، وإِن زعموا أنها تفعل هذه الأفعال بغير علم ولا عمد وكان في أفعالها ما قد تراه من الصواب والحِكمة علم أن هذا الفعل للخالق الحكيم وأن الذي سمّوه طبيعة هو سنّة في خلقه الجارية على ما أجراه عليه .
أقول : انظر إِلى قول أهل الطبيعة فإنهم جروا على نسق واحد من عهد الصادق عليه السّلام إِلى اليوم ، وكأنهم لم يتعقّلوا هذا الجواب القاطع لحججهم أو أغضوا عنه إِصراراً على العناد والجحود .
إِن الإمام حصر الطبيعة بين اثنين لا ثالث لهما ، وذلك لأنها إِمّا أن تكون ذات علم وحِكمة وقدرة ، أو تكون خالية عن ذلك كلّه ، فإن كان الأوّل فهي ما نثبته للخالق ، ولا فارق إِذن بينهم وبيننا إِلا التسمية ، وإِن كان الثاني كان اللازم أن تكون آثارها مضطربة لا تقدير فيها ولا تدبير شأن من لا يعقل ويبصر ويسمع في أفعاله ، ولكننا نشاهد الآثار مبنيّة على العلم والحِكمة والقدرة والتقدير ، فلا تكون إِذن من فعل الطبيعة العمياء الصمّاء وكانت الطبيعة غير اللّه العالم القادر المدبّر ولا تكون الطبيعة إِذن إِلا سنّته في خلقه ، لا شيء آخر له كيان مستقلّ عن خالق الكون .
ثمّ أن الإمام عليه السّلام عاد إلى كلامه الأول فتكلّم عن وصول الغذاء إلى البدن وكيفيّة انتقال صفوه من المعدة إلى الكبد في عروق رقاق واشجة

157

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست