في كتاب ( الوافي ) ، ولمّا وجد الحرّ العاملي [1] كتباً أخرى تصلح لأن تكون مصدراً للأَحكام حاصّة ضمّها إلى ما في الكتب الأربعة فألّف كتابه ( تفصيل وسائل الشيعة ) فكان ما روى عنه بلا واسطة ثمانين كتاباً وبواسطة سبعين كتاباً . ثمّ جاء أخيراً العلامة النوري ميرزا حسين [2] وقد وقف على عدّة كتب أخرى صالحة لأن تكون مصدراً ، فجمع منها الشيء الوافر في الأحكام خاصّة ، وألّفه على نهج كتاب الوسائل للحرّ وسماه ( مستدرك الوسائل ) . هذا ما كان في الأحكام خاصّة ، وأما في الأخلاق والآداب ، فلم يجمع فيهما من الكتب الأربعة إِلا الكافي ، وأكثر ما روي فيها كان عنه عليه السّلام خاصّة ، ولو شئت أن تحصي الكتب التي روت عنهم وعنه لأعياك العدّ ، فهذا الشيخ الصدوق محمّد بن علي بن بابويه وحده قد ألّف عشرات الكتب التي اشتملت على أحاديثهم . وكفى في وفرة الحديث عنهم ما جمعه بحار الأنوار للعلامة المجلسي ( 1 ) وإن اشتمل على الغثّ والسمين شأن المؤلّفات الواسعة ، غير أنك إذا استقريت بعض كتبه عرفت وفرة ما فيه ، ومن الغريب أن يكون هذا الكتاب الجامع الذي
[1] هو محمّد بن الحسن بن علي الحرّ العاملي ، وكتابه الوسائل من أنفس الكتب في ترتيبه وتبويبه ، وكان فراغه من تأليفه في منتصف رجب عام 1082 ، وله كتاب أمل الآمل في علماء جبل عامل ، وكانت ولادته عام 1033 ثامن رجب في قرية مشغرة من جبل عامل ووفاته في خراسان 21 من شهر رمضان عام 1104 . [2] صاحب التآليف الجمّة القيّمة ، وكان دأبه الجمع والتأليف توفي عام 1320 . ( 3 ) هو شيخ الاسلام الشيخ محمّد باقر ابن الشيخ محمد تقي المجلسي طاب ثراه وكان في أيّامه صاحب النفوذ في دولة الشاه حسين الصفوي وكانت حوزته العلميّة تجمع أَلف تلميذ ، وله مؤلّفات أخرى جليلة سوى البحار ، وكانت ولادته عام 1037 ، ووفاته عام 1110 أو 1111 في أصفهان ، وبها اليوم مرقده معروف يزار .