فروى كثير من رجاله هذه الزيارات منهم صفوان الجمّال ومحمّد بن مسلم الثقفي ، وأبو بصير ، وعبد اللّه بن عبيد بن زيد ، وأبو الفرج السندي ، وأبان بن تغلب ، ومبارك الخبّاز [1] ومحمّد بن معروف الهلالي [2] وأبو العلاء الطائي ، والمعلّى بن خنيس ، وزيد بن طلحة ، وعمر بن يزيد ، ويزيد بن عمرو ، وعبد اللّه بن طلحة النهدي ، ويونس بن ظبيان ، إلى غير هؤلاء . وقد أعطى الصادق عليه السّلام صفوان الجمّال دراهم لتجديد بنائه وكان قد جرفه السيل ، فمن هذا تعرف أن القبر كان ظاهراً وإِنما كانوا يتكتّمون في زيارته والإشارة إليه ليبقى مخفيّاً على الخوارج وبني مروان ، ومن ههنا يسأله أبو العلاء عن القبر الذي عندهم بالظهر أهو قبر أمير المؤمنين عليه السّلام ؟ فلو لم يكن عندهم قبر ظاهر لما كان وجه لسؤاله ، ويسأله صفوان حين خرّ على القبر ، قائلاً : يا ابن رسول اللّه ما هذا القبر ؟ وفي عهد الصادق عليه السّلام عرف الناس القبر ودلّوه من تلك الزيارات وصاروا لا يسألونه عنه وإِنما يسألون عن الآداب في زيارته ، كما سأله محمّد بن مسلم وصفوان ويونس بن ظبيان وغيرهم . ومن آثار الصادق عليه السّلام في العراق من تلك الجيئات محرابه في مسجد الكوفة ، ويقع شرقيّ المسجد قريباً من سوره ، بالقرب من قبر مسلم عليه السّلام وهو بيّن معروف في المسجد ليس في جواره محراب سواه وله صلاة ودعاء ومحرابه في مسجد سهيل ( السهلة ) ويقع في وسط المسجد وله صلاة ودعاء والسبب في ذلك معروف ، وهو أن الصادق عليه السّلام كان في الكوفة ودخل
[1] لم تُعرف عنه غير هذه الرواية . [2] له روايات عن الصادق عليه السلام .