نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 9
القرمزي عند الغروب ، أو أشباح الليل الغامضة ، أو شعاعات الفجر الزاهية ، أو أنوار النهار الساطعة ، برز هذا البناء ، وقد انبعثت منه أروع الحوافز وأقدس الذكريات . وأما أن الإنسان الواعي قد اهتدى إلى هذه الحقيقة فليس أدل عليه من العناية البالغة التي يبذلها المربون في كل أمة ، في إعداد المنهج التاريخي . إن الطالب في مدرسته ، لا يكاد يجد في كتب تاريخ قومه ، غير سطور لامعة ، وأمجاد رائعة ، وعبقريات خصبة . إنه يجد في هذه الكتب أن أمته قد شاركت في كل إنتاج إنساني جميل . فلها جولات في كل علم ، ولها فرائدها في كل فن ، ولها خوالدها في كل بطولة . يتحول بها الدكتاتور مصلحا عظيما . ويصبح بها المجرم إنسانا كريما . تمحي بها النقاط السوداء وتستقيم بها الطرق المعوجة وتضاء بها الزوايا المظلمة الغامضة . فيخرج الطالب بعد سنين قليلة من دراساته وقد صيغت روحه صياغة تحقق للمربين أهدافهم . إنه يخرج وقد آمن أن أمته هي موطن الرسالات الخالدة ، ومبعث للأعمال الأدبية الرائعة ، وحنين لا يكاد ينضب معينه لجلائل الأعمال العلمية التي تقرب الإنسان من الحقيقة . إنه يخرج وفي نفسه رغبة في الابقاء على روعة هذا التاريخ وجلاله . وفي قلبه شعلة تنير له الطريق إلى المستقبل الصاعد ، وبين يديه الآلة التي يتابع بها رفع قواعد البناء التاريخي ، فيضيف إلى مداميكه مدماكا ، وإلى أحجاره حجارة صلبة شديدة . وكان لأهمية التوجيه التاريخي مظهر آخر نجده عند هؤلاء المربين .
9
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 9