نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 8
أكاد أقول ، إن الرأي العام القومي كله ، قد اهتدى في كل أمة إلى هذه الحقيقة . أما أن الرأي العام القومي للأمم قد اهتدى إليها ، فليس أدل عليه من أن نستعرض تاريخ جاهلية العرب قبيل الإسلام ، أو تاريخ جاهلية كل أمة ، فيقابلنا ركام لا يكاد ينقطع مدده من مفاخر كل أمة من هذه الأمم وأمجادها . وقد تختلف القضايا التي تتمجد بها الأمم ولكنها تشترك كلها في كونها موضوعا لعمل عظيم ، عمل فائق الأثر ، بالغ الفعالية ، يحمل إلى الأبناء والأحفاد صورا جميلة رائعة لعظماء الأمة ورجالها الكبار . وقد تكون هذه الأمجاد ممتزجة بالأساطير . بل قد تكون كلها مجموعة من الأساطير فليس المقصود من روايتها الوصول إلى الحقيقة الموضوعية كما يفهمها علماء المنهج الديكارتي اليوم ، بل الغاية الوحيدة من تكرارها ، مرتلة أو ملحنة أو منقولة على شكل قصص خلابة ، هي تزويد المواطن الجديد بالمثل العليا التي تجسمت في أخلاق رجال ونساء عاشوا في الماضي ، يرغب الضمير القومي مخلصا أن تتجسم في أخلاق الرجال والنساء في مستقبل الأيام . فإذا كانت هذه المثل قد تجسمت حقا في أخلاق الرجال والنساء من الأوائل فهي موضوع التاريخ . وإذا كانت موضوعا لرغبة كامنة في الضمير القومي تعمل على تجسيمها حية في أخلاق الرجال والنساء في مستقبل الأيام ، فهي الأساطير . إن الأسطورة هي التاريخ الغريزي للأمة البدائية التي لم تصنع تاريخها الموضوعي بعد ، التاريخ الذي تبنيه بدماء أبنائها وعرق جباههم . تصنعه ببطء وبطولة وصبر فائق . تلمع ، وتنظف ، وتعد بعناية زائدة ، كل جدار من جدرانه ، بل كل مدماك ، ولا أبالغ إن قلت ، كل حجر . وكلما بعد الزمن برز البناء التاريخي من خلال لوحة الغسق
8
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 8