نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 10
فكما أنهم جعلوا من التاريخ في أمتهم ، سلاحا إيجابيا لحفز المواطن على الابداع والخلق العظيم ، فقد جعلوا منه في غير أمتهم سلاحا سلبيا لقتل الحوافز النبيلة الطيبة في نفس المواطن الجديد . العناية بالتاريخ في الوطن الأم قدس من أقداس الوطنية . ومحاولة تهديم التاريخ ، وتشويهه ، أو عزله عند الحاجة عن أبنائه في البلاد المستعمرة ، قدس من أقداس الوطنية عند هذه الأمة بالذات . فإذا بالإدارة الاستعمارية كلها ، بما تملكه من المال والخبراء والجنود ورجال الإدارة ، بهؤلاء جميعا ، تحاول أن تطفئ نور تاريخ الأمة التي تستعمرها . فإذا عجزت ، عزلت هذا التاريخ عزلا شديدا دون رحمة أو شفقة . فيبقى أفراد الأمة المستعمرة وكأنهم في متاهة ، يسيرون ، ويسيرون ، حتى يصيبهم الاعياء ، فيسقطون يأسا وأسفا وألما . وتاريخ الاستعمار الغربي في البلاد العربية شاهد على هذه الحقيقة . ولعل استعراضنا لما كان يحدث خلال عهد الانتداب الفرنسي في لبنان يكون أقرب الأدلة على صحة ما نقول . لقد كنت أنا شخصيا موضوعا لهذا التوجيه الاستعماري مع أفراد جيلي كلهم . لقد فرض علينا جميعا أن ندرس التاريخ الفرنسي باللغة الفرنسية معروضا علينا في أبهى حلله وأروع صوره وأجمل مغازيه . بينما كانت دراسة التاريخ العربي لا تتناول غير حوادث متفرقة سخيفة المعنى والمبنى . خالية من التشويق ، بادية السطحية . وزاد الطين بلة أن التاريخ العربي مادة دراسية ثانوية هي في حاشية المنهاج الدراسي . فلا غرابة بعد ذلك أن يتنكر طلاب عرب لماضي أمتهم ، لأنهم يجهلون هذا الماضي . ولا غرابة بعد ذلك في أن تنهار أعصاب
10
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 10