نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 61
وأما أبو ذر فكانت له نويقات وشويهات يحلبها ويذبح منها ، إذا اشتهى أهله اللحم ، أو نزل به ضيف ، أو رأى بأهل الماء الذين هم معه خصاصة ، نحر لهم الجزور أو من الشاء ، على قدر ما يذهب عنهم قرم اللحم ، فيقسمه بينهم ويأخذ كنصيب أحدهم لا يفضل عليهم ، ومن أزهد من هؤلاء وقد قال فيهم رسول الله ( ص ) ، ما قال . ولم يبلغ من أمرهما أن صارا لا يملكان شيئا البتة كما تأمرون الناس بإلقاء أمتعتهم وأشيائهم ، وتؤثرون به غيرهم على أنفسهم وعيالاتهم . أخبروني عن القضاة ، أجور منهم حيث يفرضون على الرجل منكم نفقة امرأته إذا قال : أنا زاهد وأنه لا شئ لي ؟ فإن قلتم جور ظلمتم أهل الإسلام ، وإن قلتم بل عدل خصمتم أنفسكم . أخبروني لو كان الناس كلهم كما تريدون زهادا لا حاجة لهم في متاع غيرهم ، فعلى من كان يتصدق بكفارات الأيمان والنذور والصدقات من فرض الزكاة ؟ إذا كان الأمر على ما تقولون لا ينبغي لأحد أن يحبس شيئا من عرض الدنيا إلا قدمه وإن كان به خصاصة . فبئس ما ذهبتم إليه ، وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله وسنة نبيه وأحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل ! أو ردكم إياها بجهالتكم وترككم النظر في غرائب القرآن من التفسير بالناسخ من المنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، والأمر والنهي . وأخبروني ، أنتم أعلم أم سليمان بن داود ، عليهما السلام حيث سأل الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده : فأعطاه الله ذلك ، وكان يقول الحق ويعمل به ثم لم نجد الله عاب ذلك عليه ولا أحدا من المؤمنين ، وداود قبله في ملكه وشدة سلطانه . ثم يوسف النبي حيث قال لملك مصر : اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ! فكان من أمره الذي كان واختار مملكة الملك وما حولها إلى
61
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 61