نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 60
ارزقني ولا يخرج في طلب الرزق ، فيقول الله جل وعز : عبدي أو لم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة ، فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لاتباع أمري ، ولكيلا تكون كلا على أهلك ، فإن شئت رزقتك ، وإن شئت قترت عليك ، وأنت معذور عندي ؟ ورجل رزقه الله مالا كثيرا فأنفقه ثم أقبل يدعو : يا رب أرزقني ! فيقول الله : ألم أرزقك رزقا واسعا أفلا اقتصدت فيه كما أمرتك ولم تسرف وقد نهيتك ؟ ورجل يدعو في قطيعة رحم . ثم علم الله نبيه كيف ينفق ، وذلك أنه كان عنده أوقية من ذهب ، فكره أن تبيت عنده فتصدق بها وأصبح ليس عنده شئ ، وجاءه من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه ، فلامه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه ، وكان رحيما رقيقا فأدب له نبيه بأمره إياه فقال : " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " يقول : إن الناس قد يسألونك ولا يعذرونك ، فإذا أعطيت جميع ما عندك كنت قد خسرت من المال . فهذه أحاديث رسول الله ، ( ص ) ، يصدقها الكتاب ، والكتاب يصدقه أهله من المؤمنين ثم من قد علمتم في فضله وزهده سلمان وأبو ذر ، فأما سلمان فكان إذا أخذ عطاءه رفع منه قوته لسننه حتى يحضره عطاؤه من قابل ، فقيل له : يا أبا عبد الله أنت في زهدك تصنع هذا ، وأنك لا تدري لعلك تموت اليوم أو غدا فكان جوابه أن قال : ما لكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم علي الفناء ؟ أو ما علمتم يا جهلة أن النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه ، فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت ؟
60
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 60