نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 59
الله جل وتقدس أمر بخلاف ما عملوا به ، فصار أمره ناسخا لفعلهم ، وكان نهيه تبارك وتعالى رحمة للمؤمنين ونظرا لكي لا يضروا بأنفسهم ، وعيالهم منهم الضعفة الصغار والولدان والشيخ الفاني والعجوز الكبيرة الذين لا يصبرون على الجوع ، فإن تصدقت برغيفي ولا رغيف لي غيره ضاعوا وهلكوا جوعا ، ومن ثم قال رسول الله ( ص ) : خمس تمرات أو خمس أقراص أو دنانير أو دراهم يملكها الإنسان ، وهو يريد أن يمضيها ، فأفضلها ما أنفقه الإنسان على والديه ، ثم الثانية على نفسه وعياله ، ثم الثالثة على القرابة وإخوانه المؤمنين ، ثم الرابعة على جيرانه الفقراء ، ثم الخامسة في سبيل الله ، وهو أخسها أجرا . وقال النبي ، ( ص ) ، للأنصاري حيث أعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق ، ولم يكن يملك غيرهم وله أولاد صغار : لو أعلمتموني أمره ما تركتكم تدفنونه مع المسلمين ، ترك صبية صغارا يتكففون الناس . ثم قال : حدثني أبي أن النبي ، ( ص ) ، قال : إبدأ بمن تعول ، الأدنى فالأدنى . ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم ونهيا عنه ، مفروضا من الله العزيز الحكيم قال : " الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " أفلا ترون أن الله تبارك وتعالى أراد غير ما أراكم تدعون إليه ؟ والمسرفون مذكورون في غير آية من كتاب الله ، يقول : " إنه لا يحب المسرفين " فنهاهم عن الاسراف ونهاهم عن التقتير ، لكن أمر بين أمرين ، لا يعطي جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له ، للحديث الذي جاء عن النبي ، ( ص ) : أن أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم : رجل يدعو على والديه ، ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال ولم يشهد عليه ، ورجل يدعو على امرأته وقد جعل الله تخلية سبيلها بيده ، ورجع يقعد في البيت ويقول يا رب
59
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 59