responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند    جلد : 1  صفحه : 194


تعوض عنها تعويضا ، يهوي بصاحبها في مهاوي الهلكة والفضيحة . وكم يعجبني أيضا أن يصور في هذه الحكم معنى النبل في القوة ، والسماحة في القدرة .
أو ليس قد جعل الهم والحزن ، في الشك والسخط ، والحزم ، في العمل للمستقبل ، ونسيان الماضي وأخطائه ؟ وجعل التخريب النفسي الهدام ، فيما يورثه الحسد لصاحبه ؟ أو ليس قد جعل من التيه ، تعويضا عن شعور الإنسان بحقارة نفسه ، فهو يحاول بمظاهر تيهه وكبريائه أن يخفي شعوره بالحقارة ؟
وقل مثل ذلك حين يحدثنا عن الأمن ، والعدل ، والخصب ويخوفنا من جور السلطان ، وجار السوء ، والمرأة البذيئة في عصر كانت مصائر الناس فيه مرتبطة بإرادة حاكم فرد .
وكم هو رقيق ولطيف حين يصر علينا ألا نبالغ في محاسبة الصديق فنخسره ، والاغترار بعلمنا فننفضح ، والشدة في مداراة الناس فنقع في رذيلة النفاق والممالاة .
وأخيرا يرسل الإمام مقياسه الدقيق لإنسانية الإنسان فيقول ما معناه :
أن إيثار الحق مع ضرره ، ومجانبة الباطل مع نفعه ، وللعمل في حدود منطقنا وتفكيرنا هو شئ من الإيمان بل هو حقيقة الإيمان .
والخلاصة أن الإمام هنا إنما يضع بين أيدي الأحفاد خلاصة تجاربه ، وكتاب حياته ، مرسلا عبر الدهور ، معلما ، وفيصلا بين الحق والباطل .
إنه في هذه الكلمات يبدو صاحب منهج علمي ورائد سلوك أخلاقي ، وواضح قاعدة للعقلانية في ثقافة المسلمين ، وداعيا إلى الله ، بحق الله

194

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست