نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 193
فطريق المؤمن إلى الله هو طريق العقل . ينتج عن هذا ، أن الثواب الذي يثاب به المؤمن هو في حدود ما يعقله من الخير ويؤمن به . فلا يفعل الخير تقليدا وخضوعا لمن هو أكبر منه ، أو خوفا من المجتمع الذي يراقبه ، بل يفعله لأنه مقتنع به ، مؤمن بضرورته ، واثق من حسن نتائجه ، مدرك لرضا الله عنه . وليس العقل في رأيي عملية وعي وإدراك فقط ، ففعاليته لا تكون إلا حين يرتبط بمفهوم أخلاقي خاص . يرتبط بالتواضع ، والصدق ، والاستقامة ، وحسن الظن بالناس ، والصمت عن كل شئ إلا فيما ينفع الناس ويرضي الله . وهو مرتبط أيضا بالاعتدال في كل شئ ، في الحب والكره ، والكرم والبخل ، والسرعة والبطء ، فلا إفراط ولا تفريط . أما العلم ففي قاعدته حسن الأخلاق . وقيمة العلم في تطبيقه . لأن المعرفة التي لا تدفع صاحبها إلى العمل شئ غير موجود . وينتقل الإمام بعد ذلك فيحدثنا بما معناه ، عما نسميه اليوم ب " الخلق المتحضر " فلا يسير فيه المرء مع شهواته وينسى ما التزمه من قواعد العمل في حياته ، حين يستفزه الغضب ، أو يرضيه الغنى والسلطان . فالمؤمن أي المتحضر الذي يعيش إنسانيته عيشا حقيقيا هو الذي لا ينسى الحق عند غضبه ولا يقبل بالدخول في الباطل عند رضاه . وكم يعجبني أن أكتشف خلال هذه الحكم خطوطا رائعة يصور بها الإمام أحوال النفس الإنسانية ، في اطمئنانها وقلقها ، وحزمها وترددها ، وشكواها ورضاها ، وما يكمن فيها من عقد نفسية عجيبة ، تحاول أن
193
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 193