responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند    جلد : 1  صفحه : 19


وقال الآبي في " نثر الدرر " " مر به رجل وهو يتغدى فلم يسلم .
فدعاه إلى الطعام . فقيل له : السنة أن يسلم ثم يدعى ، وقد ترك السلام على عمد . فقال : هذا فقه عراقي فيه بخل اه . . . " في هذين الخبرين ما يشير إلى طريقه ( الإمام رضي الله عنه ) في معالجة المشكلات الأخلاقية التي تعترضه . ففي طريقته البساطة الساذجة التي لا يفوز بها غير الكبار من الناس . يتناول الحادثة بالتعليق السريع الواضح ، ويحل العقدة بكلمة أو كلمات قليلة . فهو في الخبر الأول يذكر الناس بقوله تعالى :
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم . " يقول هذا في يوم كان فيه العربي سيد المشرق والمغرب . بل كاد يكون الحاكم المفرد في العالم المعروف يومئذ . يقاوم بقوله الغرور الذي خلفه السلطان ، والعصبية التي تنميها الثارات بين العرب والأمم المغلوبة على أمرها .
وهو في الخبر الثاني ينكشف عن براعة حلوة محببة ، ومرونة رائعة في تفسير الأصول التشريعية . ولئن كان الموضوع بحد ذاته موضوعا تافها فقد لفتت نظرنا الطريقة التي عالج بها الموضوع . فكأنه يريد أن يقول لسائله ما قاله الرسول ( ص ) في بعض ما روي عنه : الاحسان خير من العدل .
فقد يكون ، في عدم دعوة من لا يسلم إلى الغداء ، حقا للتغدي . ولكن الاصرار على دعوته رغم ذلك تجاوز عن العدل طلبا للخير . أو تنازل عن الحق طلبا للإحسان .

19

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست