نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 18
" الفقهاء أمنا الرسل ، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا إلى السلاطين فاتهموهم . " ومن منا لا يتهم هؤلاء المشرعين الذين يركبون إلى السلاطين طلبا لمنفعة واستدرارا لنعمة من نعم الدنيا وحيازة لصلة من صلات الملوك ؟ ومن منا لا يتنكر لظاهرة تاريخية واضحة نجد فيها أن كثيرا من الفكر والآراء المتعلقة بالتشريع والنظر الديني ، قد فرضها الحاكم وعاقب عليها أو أثاب ؟ أليست محنة الناس بالمعتزلة ، أيام المأمون ، والمعتصم ، والواثق ، مظهرا للانحراف التشريعي والديني ؟ أو ليست محنة المعتزلة بالسنة أيام المتوكل ، ظاهرة أخرى ، من ظاهرات هذا الانحراف ؟ وقل مثل ذلك في شتى من الانحرافات والتوجيهات التي اصطنعتها الدولة عند العباسيين وغيرهم من مؤسسي الدول الإسلامية ، يدخل فيها الفاطميون ، والأمويون والموحدون ، والمرابطون ، وغيرهم ممن كان لهم شأن في صنع هذا التاريخ الضخم العجيب . لقد كان الإمام رحمه الله يشير إلى هذه الظاهرة قبل سنوات طويلة من ظهور المآسي الفكرية التي أشرنا إليها . ولننظر إليه في أقوال صدرت عنه وأفعال جرت على يديه يعلم بها أصحابه كيف يكونون في مستوى الرسالة العظيمة التي لها ينهضون . جاء في مطالب السؤول : أنه كان رجل من أهل السواد يلزم جعفرا فافتقده فسأل عنه ، فقال له رجل يريد أن يستنقص به : إنه نبطي ، فقال جعفر عليه السلام : أصل الرجل عقله وحسبه دينه وكرمه تقواه والناس في آدم مستوون . فاستحى ذلك القائل .
18
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 18