نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 20
ففي الاحسان حب هو فوق التشريع ، وهو المعنى الذي تتكامل به إنسانية الإنسان : فكأن الله سبحانه وتعالى عندما قال في محكم كتابه : " وأن تعفوا أقرب للتقوى " إنما يقصد هذا المعنى بالذات . والخلاصة أن الإمام جعفر الصادق كان يعمل بوحي الروح القرآنية . الروح التي فرضت للناس حقوقهم وواجباتهم ووضعت لكل فريق حده ، وهو مما تقتضيه ضرورة العدالة التي تستقيم بها الدولة ويتم بها الاستقرار . ولكن التربية القرآنية لا تستهدف تحقيق العدل من خلال القانون المفصل فقط ، بل تستهدف أن يتفوق الإنسان على نفسه تفوقا فيه معنى السيطرة على الغريزة ، والمبالغة في تعرية النفس من شوائب الدنيا ومواطنها الجسدية المادية . إنه ما سماه الرسول ( ص ) ، بالإحسان ، وجعله فوق العدل . والحضارة في أعمق معانيها هي التي تنتهي في أعظم غاياتها إلى اكتشاف إنسانية الإنسان في أرفع معانيها وأقربها اتحادا بالمعنى الإلهي الخالد من عفو وسماحة وغفران . ولم تظهر التربية القرآنية عند الإمام جعفر رحمه الله في هذين الخبرين فقط بل امتلأت بمئات من أمثالها كتب سيرته وأخباره . ولعل فيما رواه ابن شهرآشوب في مناقبه دلالة أوضح على عظيم تمسكه بالتربية القرآنية . فقد جاء في هذا الكتاب : أن عمرو بن عبيد قد دخل على الصادق ( ع ) وقرأ " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه " . وقال : أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله ( أو من سنة رسول الله ) فقال نعم يا عمرو . ثم فصلها فيما يأتي : 1 - " الشرك بالله " إن الله لا يغفر أن يشرك به 2 - " اليأس من روح الله " ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون .
20
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 20