نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 189
وجابر بن حيان هذا ، هو تلميذ من تلامذة الإمام الصادق . أخذ عنه هذا العلم ، ثم تابع جهوده حتى أصبح بعد أستاذه مرجعا للدارسين . وقد تحدث كثيرون من رجال الاستشراق وعلماء العرب المحدثين عن جابر بن حيان هذا ، وعلاقته بأستاذه الإمام . من بينهم كراوس الذي أثبت تشيع جابر . والأستاذ أحمد زكي الذي فند الأوهام المتعلقة بحقيقة شخصيته والمسائل التي كان ينسبها إلى أستاذه الصادق ( ع ) . حكمه كانت الحكمة وما تزال عند كل شعب ، وفي كل عصر ، سجلا تتلخص فيه الشخصية ، وتتبلور فيه الأخلاق والخصائص الفردية والجماعية . والحكمة من تاريخ كل أمة هي أول محاولة لتفسير الوجود ، وتنظيم العلاقات ، وتهذيب النفوس ، وتفسير كثير من الحقائق الاجتماعية والنفسية والسياسية . بل أكاد أقول : إن الحكمة هي جماع ثقافة الأمة قبل ظهور التخصص والتفرغ والتنظيم الدقيق ، أي قبل ظهور المنهجية العلمية والمنطق العقلاني المنظم . فالعرب في الجاهلية قبل الإسلام لم تحفظ لهم ، غير الأمثال السائرة ، والحكم الناضجة ، التي صيغت صياغة تعبيرية رائعة ، تتميز بالوضوح والبلاغة . وجاء العصر الإسلامي فلم تفقد الحكمة قوتها بل أضيفت إلى تراثها القديم ، مكتسبات جديدة ، وخبرات متنوعة مختلفة ، فرضتها أحوال
189
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 189