نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 17
فكان التاريخ الإسلامي كله معركة دائمة بين المعارضة الشيعية ، معارضة ظهرت في كل موطن ، وفي كل علم ، بل في كل فن وأدب ، وبين السنة الموالين الذين يمثلون الحزب المحافظ في تاريخ هذا النضال الطويل . وكما أن للحزب المحافظ فضل الابقاء على تماسك الأمة القائم وتراثها بكل ما فيه من خير وشر ، وحق وباطل ، وظلم وعدالة ، فإن للحزب الشيعي ، الديناميكية ، التي سمحت لهذا العالم الهائل ، العالم الإسلامي ، أن يسجل خطواته التقدمية . وكان نتاج هذا الصراع الطويل بينهما التراث الذي ننعم به اليوم . إن دراستنا لتاريخ رجال من أمثال الإمام جعفر الصادق تفرض علينا أن نتناول بالشرح والتفسير والعرض ، المعارضة التي تتمثل في فئة كبيرة من العلماء والأدباء والفنيين والسياسيين على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم . والإمام جعفر من هؤلاء في القمة ، وفي مراحل تاريخهم في مركز القيادة . كانت حياته كلها إشعاعا لا ينقطع ، يصوغ به العلماء ، ويشيع به حب المعرفة ، ويشارك به في الاستنتاج المنطقي السليم والتأمل الفكري . كما كانت حياته إشعاعا لا ينقطع ، يصوغ به الحب ، سخاء في اليد ، وسعة في الصدر ، ونبلا في النفس ، ونقاء في الضمير . لقد أخرجت مدرسته رجالا خالدين كأبي حنيفة ، وهو من نعلم من بين صفوة الرجال . وأخرجت مدرسته إنسانية خيرة يدل عليها مثل قوله حين يتحدث عن كرامة الفقه والفقهاء .
17
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 17