نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 179
علم الكلام هو من العلوم التي فرضتها ظروف المجتمع الإسلامي يومذاك . أنه نتيجة طبيعية لضعف نشوة الإيمان الساذج في نفوس المؤمنين ، وظهور موجات من التساؤل حول كثير من القضايا والحقائق التي كان يسلم بها المؤمنون من قبل ، إما لسلامة فطرتهم ، أو لانشغالهم بالفتوح وهمومها ، والجهاد ومسؤولياته ، عنها . ولكن الواقع أن العرب المسلمين لم يكادوا يتصلون بأصحاب الأديان الأخرى من عرب وعجم ، ولم يكادوا يستقرون فيما فتح الله عليهم من الأرض ، ورزقهم من الطيبات ، وهيأ لهم من السلطان ، حتى بدأت التناقضات تظهر عندهم ، والأسئلة المتعلقة بالإيمان والذات الإلهية وحرية الإنسان والخلود والوجود والعدم تبعث رغبة عنيفة في أنفسهم ، في التعريف على أجوبتها . وكانت هذه الرغبة بادئ الأمر رغبة حيية خجلة ، قلقة الخطى ، غامضة المحجة ، ثم اشتد عودها وظهرت ضرورتها ، فأقبل المفكرون من المسلمين يعيدون النظر في كل ما كان عندهم من المسلمات والبدهيات الاعتقادية ، يستعينون تارة بمنطق اليونانيين ، وتارة أخرى بفلسفة الأفلاطونية الحديثة التي كان لها تأثير كبير في توجيه التفكير الإسلامي . لقد وجد يومئذ من ينكر وجود الله مستعينا على إثبات وجهة نظره بالمنطق اليوناني والتراث الإفلاطوني الحديث أيضا ، ووجد يومئذ من يحمل
179
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 179