نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 178
ولمعجب حقا أن الإمام من القائلين بوجود العقل فطرة . وإذن ، فكل ما يحد من نشاط هذا العقل أو يقضي عليه ، هو محاربة صريحة لفطرة الله التي خلق الناس عليها . وها هو القرآن الكريم نفسه يشير إلى هذه الظاهرة في معرض البرهنة على وجود الله فيقول : " أفي الله شك فاطر السماوات والأرض ؟ " فكأن القرآن هنا إنما يعتبر الشك في وجود الله ، شكا في فطرة الناس ، في جوهر العقل الذي غرسته العناية الإلهية وطالبتنا بتنميته ورعايته . وهكذا يتبين لنا بعد هذه المقدمات أن الصدق العلمي والمنهج العقلي في تمحيص الحقائق هما القاعدتان اللتان انطلق منهما الإمام لإنشاء مدرسته العلمية ، ومجابهة المشكلات التي تعترضه . بالحلول التي يستوجبها من هاتين القاعدتين . وبفضل هاتين القاعدتين ننعم نحن اليوم بتراث حضاري ، هو من تراث الإنسانية في مركز الصدارة . ولا يزال تراثنا هذا ، قادرا على تزويدنا بأسس نهضة جديدة ، ومعاودة نشاطنا السابق في الاسهام بخدمة قضايا البشر والتعرف إلى حقائق الطبيعة والإنسان . أما الفروع العلمية والفكرية التي شارك فيها الإمام فهي تلك التي عرفها عصره وتميزت بها حضارة الإسلام في أواخر القرن الأول وأواسط القرن الثاني من الهجرة . وهي : الحكمة - علم الكلام - علم الطبيعيات والكيمياء - علم اللغة والنحو والصرف - علم الحديث - علم الفقه - علم الأصول الخ . . .
178
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 178