نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 177
لا يتورعون عن الأخذ بكل جديد ، والدخول في كل تجربة ، والقيام بكل محاولة ، عدتهم في ذلك كله العقل الحر ، العقل الذي يبحث عن الحقيقة في مصادرها في غير تردد أو خوف . إنه العقل الذي استطاع أن يرى في العقيدة شيئا لا يتعارض مع معنى وجوده ومبرر نشاطه ونضاله . إنه العقل الذي وجد ليحيا ، ليتنفس الهواء النقي ، لينطلق عبر الحدود والتخوم ، مستهديا بطبيعته التي غرست فيه ، مستندا إلى ما انطوى في نفسه من توق نحو كل جديد وتحدي كل معضلة . إنه العقل الذي يؤمن بالحركة الدائمة ، فيعمل وكأن الوجود صفحة خالدة يتنقل أبدا بين سطورها في غير خوف من العدم . لهذا كله كان الإمام الصادق في جبهة تناوئ أعداء حرية العقل ، فكان رحمه الله يربط بين الحرية العقلية وتمام الإيمان ، فيقول : " العقل دليل المؤمن ( 1 ) " ويقول أيضا : " دعامة الإنسان العقل ( 2 ) " كما يروى عنه أنه قال : " لا يفلح من لا يعقل ( 3 ) " . ولعلي لا أبالغ إن قلت : إن الإيمان الأتم في نظر الإمام الصادق هو الإيمان الذي يستضئ بنور العقل : " لأن التقليد في العقليات لا يصح عند أرباب العقول . ( 4 ) والإيمان كما أخبرنا الإمام في مناسبات مختلفة هو قضية عقلية أو على الأقل من مقتضيات المنهج العقلي السليم . يضاف إلى هذا كله ما رويناه في الفقرة السابقة من اعتقاد الإمام أن دعامة الإنسان هو عقله وأن من لا عقل له لا يمكن أن يفلح أبدا .
( 1 ، 2 ، 3 ) : الكافي : باب العقل . ( 4 ) : الإمام الصادق لمحمد الحسين المظفري : ص : 164 .
177
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 177