نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 176
قريش ، تفرض به حقها في جمع الإتاوة من الناس باسم الأصنام التي كانوا يعبدون ، وتذهب بحق الفصل في شؤون الناس ، باسم السدانة التي بها كانوا يتمتعون . وتفرض بها الفرقة بين القبائل والعائلات لتحتفظ بسلطانها الذي كانوا به يسيطرون . في لحمة حياتها وسداها ، نسيج من الأساطير ، والسطحية العمياء ، والجمود المنطوي على نفسه ، وطغيان التقاليد . ولأن منهج محمد ، منهج في طبيعته التوحيد والمساواة ، والكف بالحرية العقلية ، والسخرية بالأساطير والتقاليد ، والتحرر من طغيان الأصنام ، والصنمية في مختلف مظاهرها ، وهو منهج في طبيعته الحركة والتطور ، وتناغم تام بين حرية الفرد وحرية الجماعة . في منهجه ديمقراطية العقيدة التي لا تميز فردا عن فرد وأمة عن أمة ، وفي منهجه شعبية الفكر الذي به تتسع آفاق العقل ، وتفقد به الأسرار السخيفة ، والتقاليد الرجعية ، عصمتها . وهكذا تزلزلت قاعدة الحياة الجاهلية فسقطت رؤوس طالما حكمت ، وطبقات طالما استبدت ، وأساطير طالما شاعت وانتشرت ، وانتصر المنهج الإسلامي ، لأن العقل الشعبي الديمقراطي المتحرك قد انتصر وثبتت ركائزه . وقد احتدمت المعركة فيما بعد بين الجبرية والقدرية ، بين أصحاب الرأي وأصحاب الحديث ، بين الأحرار من المفكرين ، وبين عبيد الحرف . كانت المعركة بين هؤلاء وأولئك معركة غير فاصلة ، كما هي في كل عصر وفي كل حضارة ، ينتصر فيها أصحاب الرأي تارة ويثبت أصحاب الحديث أو الجبريون أقدامهم بها تارة أخرى . أما يوم ظهور الإمام الصادق ، فهو في الحقيقة يوم أصحاب الرأي من أحرار الفكر ، الذين
176
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 176