نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 175
عليا معصومة عن الخطأ راغبة عن كل جديد . أما المنهج الديمقراطي في المعرفة كما هو في السياسة والاجتماع فهو شعبي ، متحرك ، للفرد فيه كما للجماعة طابع خاص ، يتطور ويتنوع ، تظهر فيه الوحدة متنوعة ، ويظهر فيه التنوع ذا وحدة عامة . أما العقل فيه فهو عقل حر ، فردي وجماعي في الوقت نفسه ، مستعد دائما للرجوع عن خطأه ، تصبح عنده الهرطقة خطأ في التفكير ، وتتحول الزندقة في نظره ، انحرافا عن الوجه المنطقي السليم . وانتصرت الديمقراطية لأن الحرية العقلية في تحرقها وتطورها واستعدادها لمحاسبة نفسها قد انتصرت . وقد احتدمت المعركة بين الكنيسة وبعض علماء القرون الوسطى ، لأن المنهج الكنسي منهج مرتبط بأسرار دينية ومسلمات فكرية لا حول له عنها . ولذلك فهو يشجب كل ما لا يتفق مع مقاصد هذه المسلمات وتلك الأسرار . أما منهج الثائرين من علماء القرون الوسطى فهو منهج يؤمن بالتجربة ، ويثق بقدرة العقل على التفكير الحر ، ويشجب الأسرار في كل نشاط اجتماعي أو ديني أو سياسي أو اقتصادي . والتجربة لا تكون صحيحة ، ما لم تكن حرة في إخضاع كل شئ ، بل في إخضاع كل وجود لوسائلها الفنية وطرائفها التكنولوجية . وانتصر منهج الثائرين من العلماء ، لأن التجربة التي نادوا بها وانتصروا لها ، قد اكتسبت يوما بعد يوم مزيدا من الجنود ، ومزيدا من القوة ، ومزيدا من الثقة في نفوس الناس . وقد احتدمت المعركة بين الرسول العربي ، عليه السلام ، وبين المشركين العرب من خصومه ، لأن منهج المشركين تستغله الفئة الحاكمة من
175
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 175