responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند    جلد : 1  صفحه : 167


الأدب ، والعلم بالأخبار ، والإحاطة بالسنة النبوية ، والاطلاع على التفسير إلى جانب المعرفة بالمذاهب الفلسفية ، والنكت العلمية ، وخلاصة الآراء في الطب ، والرياضيات ، والفلك ، والكيمياء ، كما يجدون عنده بصرا بأسرار النحو والصرف والبيان ، ورواية واسعة للغات القبائل العربية ولهجاتها المختلفة . لقد كان العالم الجهبذ في أواخر العصر الأموي ، وفي القرون الأولى للعصر العباسي ، مكتبة متنقلة تنطوي في أحشائها على كنوز الإنسانية في كل ما ورثته من علوم الأولين ، وما اكتسبته بعد ذلك بتجاربها الخاصة .
وبما أن الإمام الصادق قد كان من ركام هذه المعارف في القمة ، بل كان الآية الأولى على حلول هذا العصر الذي أسمح لنفسي بتسميته ، بالعصر الإنساني ، فقد رأيت واجبا علي أن أتحدث عن إنسانيته هذه ، التي افتتح بها العصر الذهبي لإنسانيات إسلامية كثيرة ، تزين بها التراث الإسلامي والعربي من بعده خلال القرون العباسية الأولى .
والحق أن التاريخ الإسلامي لم يتميز بهذه الخصوصية عن غيره من تواريخ الأمم الأخرى . فقد رأينا مثل هذه الظاهرة خلال القرون الوسطى الأوروبية . رأيناها في علماء الكنيسة من الكهان الذين كانوا ينصرفون إلى المعرفة والاطلاع على تراث البشرية منها كله ، ورأيناها أيضا في فلاسفة عصر النهضة وعلمائه . وهم الذين كانوا يشاركون في كل علم ، ويعالجون كل مشكلة ، ويحيطون علما بكل ما كان يشغل البشرية يومئذ من شؤون وشجون .
ولعلنا لو قرأنا فصلا من فصول قصة أحدب نوتردام التي كتبها

167

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست