نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 168
الشاعر والقصاص الفرنسي فيكتور هيجو ، من أبناء القرن التاسع عشر ، ولا سيما الفصل الذي يتحدث فيه عن الكاهن دوم كلود فروللر ، أحد أبطال قصته ، لوجدنا في شخصية هذا الكاهن العلمية ، ما يصور تمام التصوير شمول المعرفة عند علماء القرن الخامس عشر الميلادي أو ما قبله من القرون . ولعلنا ، لو رجعنا أيضا إلى ما كتبه المؤرخون عن ديكارت وزملائه ، فلاسفة عصر النهضة وعلمائها ، لوجدنا هذه الظاهرة بالذات . وإذا كانت شخصية ديكارت التاريخية ، هي شخصية الفيلسوف الذي وضع ما يسمونه " بالمنهج الديكارتي " طريقة جديدة للبحث عن الحقيقة ، وتنظيم الأفكار والعلوم ، فإن هذا لم يحل دون أن يكون ديكارت يومذاك عالما بالرياضيات محيطا باللاهوت الكنسي ، مطلعا على التاريخ ، مشاركا في العلوم الطبيعية النظرية والعملية التي كانت المجامع العلمية قد توارثتها عن الآباء والأجداد . وقد نسب إلى ديكارت أنه أول واضع للهندسة التحليلية . أي تطبيق الهندسة على الرياضيات . وفي هذه النسبة ، صحيحة كانت أو باطلة في نظر التحقيق التاريخي ، ما يدل على مشاركة ديكارت في علوم أخرى ، غير الفلسفة العقلية النظرية والمدنية التطبيقية . ولا بدع أن يبدو هذا الاتجاه الإنساني في ثقافة الأوروبيين عبر القرون الوسيطة وبداية عصر النهضة ، لأن الثقافة الإسلامية العربية قد رشحت إليهم من العالم الإسلامي ، بل انتقلت في مؤلفات عدد كبير من علمائه ، وفقهائه ، وفلاسفته ، ممن كان ابن رشد ، الفقيه الفيلسوف الأندلسي عنوانا لهم في الأوساط الغربية . ولعل فيما يروى عن تدفق الطلاب الغربيين على
168
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 168