نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 166
لم يفز الإمام الصادق بما يفوز به الزاهد والمتقشف والراغب عن ملذات الدنيا وشواغلها الصغيرة فقط ، فهذا جانب واحد من جوانب شخصيته الغنية . ولعلي لو وصفت هذه الشخصية ب ( الإنسانية ) لما عدوت الصواب وتجاوزت الواقع الذي تثبته الأخبار والروايات المختلفة . إنسانية الإمام لا أفهم من إنسانية الإمام هنا ما يفهمه الناس من أنها خصوصية أخلاقية ينسبونها إلى الفاضلين من الرجال ، بل أدرك بها معنى أوسع وأشمل ، لا تكون فيه الفضيلة فضيلة أخلاقية فقط ، بل فضيلة علمية أيضا . لقد كان الإمام متفوقا في خلقه متفوقا في حسن معاملته للناس ، متفوقا في تصوير المثل الأعلى الأدبي لمن كان يطلب العلم في مجالسه ، أو يذهب مذهبه من أتباعه ، أو يعجب به من هو على مذهب غيره من العلماء والفقهاء ، كما كان متفوقا في سعة إدراكه وغوصه على الحقائق العلمية الفلسفية في عصره ، متفوقا في مشاركته الشاملة التامة العميقة في كل المعارف التي شاعت في عصره الذهبي . لم يكن الإمام متخصصا في فرع من العلوم ، أو ناهجا منهجا فلسفيا خاصا ، راغبا عن غيره أو جاهلا له . فلم يكن التخصص يومذاك من مذاهب كبار العلماء وجهابذتهم . العالم في القرون الهجرية الأولى هو معلمة عصره . يجد أتباعه عنده ،
166
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 166