نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 148
في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة ، وقاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر وأحد ، وما عذب الله أمة إلا عند استهانتهم بحقوق فقراء إخوانهم . يا ابن جندب ، بلغ معاشر شيعتنا وقل لهم : لا تذهبن بكم المذاهب ! فوالله لا تنال ولايتنا إلا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومواساة الإخوان في الله ، وليس من شيعتنا من يظلم الناس ! يا ابن جندب ، إن أحببت أن تجاور الجليل في داره فلتهن عليك الدنيا ، واجعل الموت نصيب عينيك ، ولا تدخر شيئا لغد ، واعلم أن لك ما قدمت وعليك ما أخرت . يا ابن جندب ، من حرم نفسه كسبه فإنما يجمع لغيره ، ومن أطاع هواه فقد أطاع عدوه ، ومن يثق بالله يكفه ما أهمه من أمر دنياه وآخرته ، ويحفظ له ما غاب عنه ، وقد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا ، ولكل نعمة شكرا ، ولكل عسر يسرا . صبر نفسك عند كل بلية في ولد أو مال أو رزية ، فإنما يقبض عاريته ويأخذ هبته ليبلو فيهما صبرك وشكرك ، وارج الله رجاء لا يجرئك على معصيته ، وخفه خوفا لا يؤيسك من رحمته ، وأقنع بما قسم الله لك ، ولا تتمن ما لست تناله ، ولا تكن بطرا في الغنى ، ولا جزعا في الفقر ، ولا تكن فظا غليظا يكره الناس قربك ، ولا تكن واهيا يحقرك من عرفك ، ولا تشار من فوقك ، ولا تسخر بمن هو دونك ، ولا تطع السفهاء ، ولا تتكلن على كفاية أحد . وقف عند كل أمر حتى تعرف مدخله من مخرجه ، قبل أن تقع فيه فتندم ، واجعل نفسك عدوا تجاهده وعارية تردها ، فإنك قد جعلت طبيب نفسك ، وعرفت آية الصحة ، وبان لك الداء ، ودللت على الدواء وإن كانت لك يد عند إنسان فلا تفسدها بكثرة المنن والذكر لها ولكن أتبعها بأفضل منها ، فأن ذلك أجمل بك في أخلاقك ، وأوجب للثواب
148
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 148