نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 11
هؤلاء ، وتتكون في نفوسهم روح التبعية وبعبارة أخرى ، عقدة الشعور بالدونية . بل الغريب أن تستيقظ النفوس بعد غفوتها ، وتتحرك القلوب بعد ركودها ، وتعمل العقول بعد سكونها . وفي النموذج الاستعماري في الجزائر دلالة أخرى على هذه الحقيقة . لقد اضطهد الجزائريون هناك . فسامهم الاستعمار من العذاب ألوانا . شحذ سلاحه ، وأعد خبراءه ، ونظم مؤامراته ، وتحدى أقدس معاني الإنسانية . ثم أقبل على العزل من الناس ، وفي نفسه سعار عجيب ، وحقد مجرم غريب ، يسمل العيون ، ويشوه النفوس ، ويهدم تراث الأمة ، ويعبث بمقدساتها . يكذب وينافق ويدجل . ثم يرجع إلى الكذب ، لا يمل ولا يضعف مهما طال به الزمن . يقتل من يعجز عن شرائه بالمال . ويشوه من تحول الحوائل دون خضوعه لمغرياته . يمشي ، وفي يمينه السيف ، وفي يساره المال والنساء وسياسة التجهيل . فمن عجزت سياسة المال والنساء والتجهيل عن ترويضه ، انقض السيف عليه يمحو أثره ويحطم منائره ويعفي من ذكره . تفعل الإدارة الاستعمارية هذا كله لأنها تدرك خطورة أن ينبعث التاريخ حيا في نفوس أبناء البلد الذي تستعمره . إنها ملحمة النضال الأبدية بين غريزة التاريخ في شعب عظيم كالشعب الجزائري ، وبين غريزة التدمير في نفوس من خانوا رسالتهم الحضارية ، وانجرفوا عن خطوط إنسانيتهم ، فضلوا ، وأضلوا ، وكان سعيهم سعيا غير مشكور . بل لعلي لا أبالغ إذا قلت : إن التوجيه التاريخي ، هو من أعظم الأسلحة التي توصل بها الإنسان لإبداع أمة عظيمة ، أو القضاء على أمة وعزلها عن طريق الحياة .
11
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 11