responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 65


السلام ، وأن ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا كانوا رجالا صالحين من قوم نوح ، أهل عبادة وفضل ، فماتوا ، فوجد عليهم أهلوهم وتوحش الناس لفقدهم ، فقال لهم رجل : ألا أصورهم لكم صورا من خشب فتنظرون إليهم وتسكنون إلى رؤيتهم ؟ قالوا : بلى إن قدرت ، قال : أنا أقدر على تصويرهم ، ولا أقدر أن أنفخ الروح فيهم .
فجاء بالصور كهيئتهم أحياء ، فأخذ أهل كل بيت صورة صاحبهم فوضعوها فى منزلهم ينظرون إليها ، فأذهب ذلك بعض حزنهم . فكانوا على ذلك ما شاء الله ، حتى هلك ذلك القرن ، ثم خلف قرن آخر ثم ثالث بعده فكانوا على ما كان عليه القرن الأول حتى هلكوا .
ثم خلف القرن الرابع ، فقالوا : لو أنا عبدنا هؤلاء لقربونا إلى الله وشفعوا لنا عنده ، ولا يزيدونا إلا خيرا إنما نريد ما يقربنا منه ، فعبدوها حتى هلكوا ، وعبدها من بعدهم .
فلما غرقت الأرض زمن نوح عليه السلام ، غرقت تلك الأصنام ، فمكثت ما شاء الله أن تمكث ، ثم استخرجها عمرو بن لحى ففرقها فى القبائل . فالله تعالى أعلم .
وقد خرج البخارى فى صحيحه من حديث عبد الله بن عباس موقوفا عليه فى التفسير نحو ما ذكره الواقدى مختصرا ، أن ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا أسماء رجال صالحين من قوم نوح عليه السلام ، فلما هلكوا أوحى الشياطين إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التى كانوا يجلسون إليها أنصابا وسموها بأسمائهم ، ففعلوا ، فلم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت .
قال ابن إسحاق : واتخذ أهل كل دار فى دارهم صنما يعبدونه ، فإذا أراد الرجل منهم سفرا تمسح به حين يركب ، فكان ذلك آخر ما يصنع حين يتوجه إلى سفره ، وإذا قدم من سفره تمسح به ، وكان أول ما يبدأ به قبل أن يدخل على أهله ، فلما بعث الله رسوله محمد صلى اللّه عليه وسلم بالتوحيد قالت قريش : أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ [ ص : 5 ] « 1 » .


( 1 ) ذكر الإمام أحمد فى مسنده ( 1 / 227 ) أن هذه الآية نزلت حين مرض أبو طالب فدخل عليه رهط من قريش فيهم أبو جهل وشكوا النبى صلى اللّه عليه وسلم لعمه أبى طالب فقال له أبو طالب : أى ابن أخى ما بال قومك يشكونك يزعمون أنك تشتم آلهتهم وتقول وأكثروا عليه من القول وتكلم رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فقال : « يا عم إنى أريدهم على لمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب وتؤدى إليهم بها العجم الجزية » ، ففزعوا لكلمته ولقوله ، فقال القوم : كلمة واحدة ، نعم وأبيك عشرا ، قالوا : فما هى ؟ قال : « لا إله إلا الله » ، فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم ، وهم يقولون : أَجَعَلَ -

65

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست