نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 64
وذكر بعض أهل العلم أن عمرو بن لحى خرج من مكة إلى الشام فى بعض أموره ، فلما قدم مآب من أرض البلقاء وبها يومئذ العماليق وهم من ولد عملاق ، ويقال : عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح ، رآهم يعبدون الأصنام ، فقال لهم : ما هذه الأصنام التى أراكم تعبدون ؟ قالوا : هذه أصنام نعبدها ونستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا . فقال لهم : أفلا تعطوننى منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدوه ؟ فأعطوه صنما يقال له : « هبل » ؛ فقدم به مكة ، فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه . قال ابن إسحاق : ويزعمون أن أول ما كانت عبادة الحجارة فى بنى إسماعيل ، أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن منهم حين ضاقت عليهم والتمسوا الفسيح فى البلاد ، إلا حمل معه حجرا من حجارة الحرم تعظيما للحرم ، فحيثما نزلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة . حتى سلخ ذلك بهم إلى أن كانوا يعبدون ما استحسنوه من الحجارة ، وأعجبهم حتى خلفت الخلوف « 1 » ونسوا ما كانوا عليه واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره فعبدوا الأوثان وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلالات « 2 » . وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم يتمسكون بها ، من تعظيم البيت والطواف به والحج والعمرة والوقوف على عرفة والمزدلفة وهدى البدن والإهلال بالحج والعمرة ، مع إدخالهم فيه ما ليس منه . فكانت كنانة وقريش إذا أهلوا قالوا : « لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك ، إلا شريك هو لك تملكه وما ملك » ، فيوحدونه بالتلبية ، ثم يدخلون معه أصنامهم ، ويجعلون ملكها بيده ! يقول الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم : وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ [ يوسف : 106 ] ، أى ما يوحدوننى بمعرفة حقى إلا جعلوا معى شريكا من خلقى . وقد كانت لقوم نوح أصنام عكفوا عليها ، قص الله تبارك وتعالى خبرها على رسوله صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : وقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ ولا تَذَرُنَّ وَدًّا ولا سُواعاً ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْراً وقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً [ نوح : 23 ] . وذكر الواقدى بإسناد له عن أبى هريرة أن أول ما عبدت الأصنام فى زمن نوح عليه
( 1 ) الخلوف : جمع خلاف ، وهو القرن بعد القرن . ( 2 ) انظر : السيرة ( 1 / 82 ) .
64
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 64