نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 63
الحرم ومنعه من البغى فيه والإلحاد ، وقمع الظالم ومنع المظلوم . إلا أنه دخلت على أوليتهم أحداث غيرت أصول الحنيفية عندهم ، وطال الزمان حتى أفضى ذلك بهم إلى جهالات بشرائع الدين وضلالات عن سنن التوحيد فتدارك الله ذلك كله بنبيه صلى اللّه عليه وسلم ، فهدى من الضلالة وعلم من الجهالة . فيقال : إنه كان أول من غير الحنيفية دين إبراهيم ونصب الأوثان حول الكعبة ودعا إلى عبادتها : عمرو بن لحى بن قمعة بن إلياس بن مضر . روى أبو هريرة أنه سمع رسول الله صلى اللّه عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون الخزاعى : « يا أكثم ، رأيت عمرو بن لحى بن قمعة بن خندف يجر قصبه فى النار ، فما رأيت رجلا أشبه برجل منك به ولا بك منه » . فقال أكثم : عسى أن يضرنى بشبهه يا نبى الله ، قال : « لا ، لأنك مؤمن وهو كافر ، إنه كان أول من غير دين إسماعيل ، فنصب الأوثان وبحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحامى » « 1 » . فالبحيرة « 2 » : عند العرب الناقة تشق أذنها ولا يركب ظهرها ولا يجزّ وبرها ولا يشرب لبنها إلا ضيف ، أو يتصدق به ، وتهمل لآلهتهم . والسائبة : التى ينذر الرجل إن برئ من مرضه أو أصاب أمرا يطلبه أن يسيبها ترعى لا ينتفع بها . والوصيلة : التى تلد أمها اثنين فى كل بطن ، فيجعل صاحبها لآلهته الإناث منها ولنفسه الذكور ، فتلدها أمها ومعها ذكر فى بطن فيقولون : وصلت أخاها ، فيسيب أخوها معها فلا ينتفع به . والحامى : الفحل إذا نتج له عشر إناث متتابعات ليس بينهن ذكر حمى ظهره ، فلم يركب ولم يجز وبره وخلى فى إبله يضرب فيها ، لا ينتفع منه بغير ذلك . فلما بعث الله رسوله صلى اللّه عليه وسلم أنزل عليه : ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ ولا سائِبَةٍ ولا وَصِيلَةٍ ولا حامٍ ولكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ [ المائدة : 103 ] .
( 1 ) أخرجه الطبرى فى تفسيره ( 7 / 56 ) ، ابن كثير فى تفسيره ( 3 / 204 ) ، الألبانى فى السلسلة الصحيحة ( 1677 ) . ( 2 ) انظر : السيرة ( 1 / 90 - 92 ) ، أمر البحيرة والسائبة والوصيلة والحامى .
63
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 63