نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 5
وقد وقفت على كتاب محمد بن عمر الواقدي في المغازي ، ولم يحضرني الآن ، لكني رأيته كثيرا ما يجرى مع ابن إسحاق ، فاستغنيت عنه به لفضل فصاحة ابن إسحاق في الإيراد ، وحسن بيانه الذي لا يفقد معه استحسان الحديث المعاد . وللواقدي أيضا كتاب المبعث ، وهو مشبع في بابه ، ممتع باستيفائه واستيعابه ، قد نقلت هنا منه جملا ، تناسب الغرض المسطور ، وتصد المعترض أن يجور . وكذلك كتاب الزبير بن أبى بكر القاضي رحمه الله في أنساب قريش ، وهو كما سمعت شيخنا الخطيب أبا القاسم ابن حبيش رحمه الله يحكى عن شيخه أبى الحسن ابن مغيث أنه كان يقول فيه : هو كتاب عجب لا كتاب نسب . التقطت أيضا من درره نفائس معجبة ، وتخيرت من فوائده نخبا لمتخيرها موجبة . ومثله التاريخ الكبير لأبى بكر ابن أبى خيثمة ، وناهيك به من بحر لا تكدره الدلاء ، وغمر لا ينفذه الأخذ الدراك ولا يستنزفه الورد الولاء . وكم شئ أستحسنه من غير هذه الكتب المسماة فأنظمه في هذا النظام ، وأضطر إلى الإفادة به مساق الكلام . إما متمما لحديث سابق ، وإما مفيدا بغرض لما تقدمه مطابق . فإن لم يكن بينهم في الأحاديث اختلاف يشعر بنقض ، فكثيرا ما أدخل حديث بعضهم في حديث بعض ، ليكون المساق أبين والاتساق أحسن . وإن عرض عارض خلاف فالفصل حينئذ أرفع للإشكال وأدفع للمقال . وربما فصلت بين بعض أحاديثهم وإن اشتبهت معانيها ، بحسب ما تدعو إليه ضرورة الموضع ، أو تحمل على إعادته حلاوة الموقع . وكل ذلك يشهد الله أن المراد فيه بالقصد الأول وجهه الكريم ، وإحسانه العميم ، ورحمته التي منها شق لنفسه أنه الرحمن الرحيم . ثم القصد الثاني متوفر على إيثار الرغبة في إيناس الناس بأخبار نبيهم صلى اللّه عليه وسلم ، وعمارة خواطرهم بما يكون لهم في العاجل والآجل أنفع وأسلم . وقد عم عليه الصلاة والسلام ببركة دعائه سامع حديثه ومبلغه ، وقال صلى اللّه عليه وسلم : « ما أفاد المسلم أفضل من حديث حسن بلغه فبلغه » . ولا أحسن بعد كتاب الله الذي هو أحسن القصص وأصدق القصص ، وأفضل
5
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 5