نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 333
وبين محمد وما بعتبة ما قال : ولكنه قد رأى أن محمدا وأصحابه أكلة جزور وفيهم ابنه ، فقد تخوفكم عليه . ثم بعث إلى عامر بن الحضرمى ، فقال : هذا حليفك يريد أن يرجع بالناس ، وقد رأيت ثأرك بعينيك ، فقم فانشد خفرتك ، ومقتل أخيك . فقام عامر بن الحضرمى فاكتشف ثم صرخ : واعمراه ، واعمراه ! فحميت الحرب وحقب أمر الناس واستوسقوا على ما هم عليه من الشر وأفسد على الناس الرأى الذى دعاهم إليه عتبة . فلما بلغ عتبة قول أبى جهل : انتفخ والله سحره ، قال : سيعلم مصفر استه من انتفخ سحره أنا أم هو ؟ ! ثم التمس عتبة بيضة ليدخلها فى رأسه فما وجد فى الجيش بيضة تسعة من عظم هامته ، فلما ذلك اعتجر على رأسه ببرد له . وخرج الأسود بن عبد الأسد المخزومى وكان رجلا شرسا سيىء الخلق ، فقال : أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه . فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فضربه فأطن قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض ، فوقع على ظهره تشخب رجله دما ، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه يريد . زعم أن يبر يمينه ، وأتبعه حمزة فضربه حتى قتله فى الحوض . ثم خرج بعده عتبة بن ربيعة بين اخيه شيبة وابنه الوليد بن عتبة حتى إذا نصل من الصف دعا إلى المبارزة ، فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة ، وهم : عوف ومعوذ ابنا الحارث وأمهما عفراء ، وعبد الله بن رواحة . فقالوا : من أنتم ؟ قالوا : رهط من الأنصار . قالوا : ما لنا بكم من حاجة ، ثم نادى مناديهم : يا محمد ، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا . فقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « قم يا عبيدة بن الحارث ، وقم يا حمزة وقم يا علىّ » « 1 » . فلما قاموا ودنوا منهم ، قالوا : من أنتم ، فقال عبيدة : عبيدة ، وقال حمزة : حمزة ، وقال على : على . قالوا : نعم ، أكفاء كرام . فبارز عبيدة ، وكان أسن القوم ، عتبة ، وبارز حمزة شيبة ، وبارز علىّ الوليد . فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله . وأما علىّ فلم يمهل الوليد أن قتله ، واختلف عبيدة
( 1 ) انظر الحديث فى : سنن أبى داود ( 2665 ) ، من حديث على بن أبى طالب رضى الله عنه .
333
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 333