responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 194


به هدى ولا يعتدل بهم فيه قول وقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً ورُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً [ الإسراء : 49 ] أى قد جئت تخبرنا أنا سنبعث بعد موتنا إذا كنا عظاما ورفاتا وذلك ما لا يكون . قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ [ الإسراء : 50 ، 51 ] أى الذى خلقكم مما تعرفون ، فليس خلقكم من تراب بأعز من ذلك عليه . وسئل ابن عباس عن قول الله عز وجل : أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ما الذى أراد الله به ؟ فقال :
الموت .
قال ابن إسحاق « 1 » : ثم إنهم عدوا على من أسلم واتبع رسول الله صلى اللّه عليه وسلم من أصحابه ، فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين ، فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش ، وبرمضاء مكة إذا اشتد الحر ، من استضعفوا منهم ، يفتنونهم عن دينهم ، منهم من يفتتن من شدة البلاء الذى يصيبه ، ومنهم من يصلب لهم ويعصمه الله منهم .
فكان بلال بن رباح وهو ابن حمامة لبعض بنى جمح « 2 » مولدا من مولديهم ، وكان صادق الإسلام طاهر القلب ، فكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره فى بطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ، ثم يقول له :
لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى فيقول وهو فى ذلك البلاء : أحد أحد .
وكان ورقة بن نوفل يمر به وهو يعذب بذلك ، وهو يقول : أحد أحد ، فيقول : أحد أحد والله يا بلال ! « 3 » ثم يقبل على أمية ومن يصنع ذلك به من بنى جمح فيقول : أحلف بالله لئن قتلتموه على هذا لأتخذنه حنانا .
أى : لأتخذن قبره منسكا ومسترحما ، والحنان : الرحمة . حتى مر به أبو بكر الصديق يوما وهم يصنعون ذلك به فقال لأمية : ألا تتقى الله فى هذا المسكين ؟ ! حتى متى ؟ !


( 1 ) انظر : السيرة ( 1 / 262 ) . ( 2 ) بنى جمح : ينتسبون إلى جمح بن عمرو ، وهو بطن من العدنانية . انظر : معجم قبائل العرب ( 1 / 202 ، 203 ) . ( 3 ) قال ابن كثير فى البداية والنهاية ( 3 / 107 ) : قد استشكل بعضهم هذا من جهة أن ورقة توفى بعد البعثة فى فترة الوحى ، وإسلام من أسلم إنما كان بعد نزول : يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ فكيف يمر ورقة ببلال وهو يعذب ؟ وفيه نظر .

194

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست