نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 18
فولد النضر بن كنانة مالكا ، ويخلد ، والصلت « 1 » . فولد مالك فهر بن مالك . وأمه جندلة بنت الحارث بن جندل بن عامر بن سعيد بن الحارث بن مضاض الجرهمي . وهو جماع قريش عند الأكثر . قال الزبير : قد اجتمع النساب من قريش وغيرهم أن قريشا إنما تفرقت عن فهر . ويقال : إن قريشا هو اسمه الذي سمته به أمه ، ولقبته فهرا . فولد فهر بن مالك غالبا ومحاربا والحارث وأسدا ، وأختهم جندلة . وأم جميعهم ليلى بنت سعد بن هذيل بن مدركة « 2 » . ولما حضرت الوفاة فهر بن مالك ، قال لابنه غالب : يا بنى ، إن في الحزن إقلاق النفوس قبل المصائب ، فإذا وقعت المصيبة برد حرها ، وإنما القلق في غليانها ، فإذا أنا مت فبرد حر مصيبتك بما ترى من وقع المنية أمامك وخلفك ، وعن يمينك وعن شمالك ، وبما ترى من آثارها في محيي الحياة ، ثم اقتصر على قليلك ، وإن قلت منفعته ، فقليل ما في يدك أغنى لك من كثير ما أخلق وجهك وإن صار إليك . فولد غالب بن فهر لؤيا وتيما ، وهو الأدرم ، كان منقوص الذقن . ويقال لقومه : بنو الأدرم . وأمهما في قول ابن إسحاق « 3 » : سلمى بنت عمرو الخزاعي . وفى قول الزبير : عاتكة بنت يخلد بن النضر . وروى أن لؤي بن غالب قال لأبيه ، وهو غلام حديث : يا أبت ، من رب معروفة قل إخلاقه ، ونضر ماؤه . ومن أخلقه أخمله ، وإذا أخلق الشئ لم يذكر ، وعلى المولى تكبير صغيره ونشره ، وعلى المولى تصغير كبيره وستره . فقال له أبوه غالب : إني لأستدل بما أسمع من قولك على فضلك ، وأستدعي لك به الطول على قومك ، فإن ظفرت بطول فعد على قومك بفضلك ، وكف غرب جهلهم بحلمك ، ولم شعثهم برفقك ، فإنما تفضل الرجال الرجال بأفعالها ، ومن قايسها على أوزانها أسقط الفضل ولم تعل به درجة على أحد ، وللعليا فضل أبدا على السفلى .