نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 158
ما جاء يطلب ، فرجع إلى قيصر ومات بالشام مسموما . يقال : سمه عمرو بن حفنة الغسانى الملك ، وكان يقال لعثمان : هذا البطريق ، ولا عقب له . قال ابن إسحاق « 1 » : وأما زيد بن عمرو بن نفيل فوقف فلم يدخل فى يهودية ولا نصرانية وفارق دين قومه ، فاعتزل الأوثان ، والميتة والدم ، والذبائح التى تذبح على الأوثان ونهى عن قتل الموؤدة ، وقال : أعبد رب إبراهيم ، وبادى قومه بعيب ما هم عليه . قالت أسماء بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما : لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل شيخا كبيرا مسندا ظهره إلى الكعبة ، وهو يقول : يا معشر قريش ، والذى نفس زيد بن عمرو بيده ، ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيرى . ثم يقول : اللهم لو أنى أعلم أى الوجوه أحب إليك عبدتك به ، ولكن لا أعلمه . ثم يسجد على راحلته « 2 » . وسأل ابنه سعيد بن زيد وابن عمه عمر بن الخطاب بن نفيل رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : أنستغفر لزيد بن عمرو ؟ قال : « نعم ، فإنه يبعث أمه وحده » « 3 » . وقال زيد بن عمرو بن نفيل فى فراق دين قومه : < شعر > أربا واحدا أم ألف رب * أدين إذا تقسمت الأمور عزلت اللات والعزى جميعا * كذلك يفعل الجلد الصبور فلا عزى أدين ولا ابنتيها * ولا صنمى بنى عمرو أزور ولا غنما * أدين وكان ربا * لنا فى الدهر إذ حلمى يسير عجبت وفى الليالى معجبات * وفى الأيام يعرفها البصير بأن الله قد أفنى رجالا * كثيرا كان شأنهم الفجور وأبقى آخرين ببر قوم * فيربل منهم الطفل الصغير وبينا المرء يعثر ثاب يوما * كما يتروح الغصن المطير « 4 » ولكن أعبد الرحمن ربى * ليغفر ذنبى الرب الغفور < / شعر >
( 1 ) انظر : السيرة ( 1 / 193 ) . ( 2 ) ذكره البخارى فى صحيحه تعليقا فى كتاب مناقب الأنصار ، باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل ( 7 / 143 ) . ( 3 ) انظر الحديث فى : دلائل النبوة للبيهقى ( 2 / 124 ) ، البداية والنهاية لابن كثير ( 2 / 239 ) ، المطالب العالية لابن حجر ( 4055 ) . ( * ) هكذا فى الأصول ، وفى السيرة ( 1 / 194 ) : « ولا هبلا » . ( 4 ) ثاب : رجع . يتروح : يهتز ويحتضر ، وينبت ورقة بعد سقوطه .
158
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 158