نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 157
فتفرقوا فى البلدان يلتمسون الحنيفية دين إبراهيم . فأما ورقة بن نوفل فاستحكم فى النصرانية ، واتبع الكتب من أهلها . وذكر الزبير بن أبى بكر بإسناد له إلى عروة بن الزبير قال : سئل رسول الله صلى اللّه عليه وسلم عن ورقة بن نوفل . فقال : « لقد رأيته فى المنام عليه ثياب بيض ، فقد أظن أن لو كان من أهل النار لم أر عليه البياض » . وكان يذكر الله فى شعره فى الجاهلية ، ويسبحه وهو الذى يقول : < شعر > لقد نصحت لأقوام وقلت لهم * أنا النذير فلا يغرركم أحد لا تعبدن إلها غير خالقكم * فإن دعوكم فقولوا بيننا حدد سبحان ذى العرش سبحانا يدوم له * رب البرية فرد واحد صمد سبحان ذى العرش سبحانا نعود له * وقبل سبحه الجودى والجمد مسخر كل ما تحت السماء له * لا ينبغى أن ينادى ملكه أحد لا شىء مما ترى تبقى بشاشته * يبقى الإله ويودى المال والولد لم تغن عن هرمز يوما خزائنه * والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا ولا سليمان إذ تجرى الرياح له * والإنس والجن فيما بينها برد أين الملوك التى كانت لعزتها * من كل أوب إليها وافد يفد حوض هنالك مورود بلا كذب * لا بد من ورده يوما كما وردوا < / شعر > وفى هذا الشعر ألفاظ عن غير الزبير ، والبيت الأخير كذلك ، وفيه أبيات تروى لأمية بن أبى الصلت . قال ابن إسحاق « 1 » : وأما عبيد الله بن جحش فأقام على ما هو عليه من الالتباس حتى أسلم ، ثم هاجر مع المسلمين إلى أرض الحبشة ، ومعه امرأته أم حبيبة بنت أبى سفيان مسلمة ، فلما قدماها تنصر وفارق الإسلام حتى هلك هنالك نصرانيا ، وخلف رسول الله صلى اللّه عليه وسلم بعده على امرأته أم حبيبة ، وكان حين تنصر يمر بأصحاب رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فيقول : فقحنا وصأصأتم . أى أبصرنا وأنتم تلتمسون البصر ولم تبصروا بعد . وأما عثمان بن الحويرث فقدم على قيصر ملك الروم فتنصر وحسنت منزلته عنده . وذكر الزبير : أن قيصر ملكه على أهل مكة ، وكتب له إليهم كتابا . فأنفت قريش أن يدنيوا لأحد ، وصاح فيه ابن عمه أبو زمعة الأسود بن المطلب بن أسد والناس فى الطواف : إن قريشا لقاح لا تملك ولا تملك فمضت قريش على كلامه ، ومنعوا عثمان
( 1 ) انظر : السيرة ( 1 / 192 ) .
157
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 157