responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 156


ومضيت إلى اليمن فلم أنشب أن جاءنى هناك استهلاله ، وأقبلت حتى قدمت الطائف فنزلنا على أمية بن أبى الصلت . قلت : قد كان من هذا الرجل ما قد بلغك وسمعت .
قال : قد كان . قلت : فأين أنت ؟ قال : ما كنت لأومن برسول ليس من ثقيف ! قال أبو سفيان : فأقبلت إلى مكة وو الله ما أنا منه ببعيد حتى جئت فوجدته هو وأصحابه يضربون ويقهرون ، فجعلت أقول : فأين جنده من الملائكة ؟ ! ودخلنى ما دخل الناس من النفاسة .
ووقع فى هذا الحديث من قول أبى سفيان : أن عتبة بن ربيعة ذو مال ، ووقع بعد ذلك من قول أبى سفيان أيضا أنه محوج ، ولا يصح أن يجتمع الأمران ، وأحدهما غلط من الناقل ، والله أعلم .
والمشهور من حال عتبة أنه كان فقيرا وكان يقال : لم يسد من قريش مملق إلا عتبة وأبو طالب ، فإنهما سادا بغير مال . وأما أمية بن أبى الصلت فرجل من ثقيف ، لم يرض دين أهل الجاهلية ، ولا وفقه الله للدخول فى السمحة الحنيفية .
فكان كما روى عن عروة بن الزبير قال : سئل رسول الله صلى اللّه عليه وسلم عن أمية بن أبى الصلت فقال : « أوتى علما فضيعه » . وكما روى عن الحسن وقتادة أنهما قالا فى قول الله تعالى : واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ [ الأعراف : 175 ] أنه أمية بن أبى الصلت .
ولغيرهما من العلماء فى المعنى بهذه الآية قول أشهر من هذا ، وهو أن المراد بها بلعام بن باعوراء ، فالله تعالى أعلم .
قال ابن إسحاق « 1 » : واجتمعت قريش يوما فى عيد لهم عند صنم من أصنامهم ، كانوا يعظمونه ، وينحرون له ، ويعكفون عنده ، فخلص منهم أربعة نفر نجيا « 2 » ، ثم قال بعضهم لبعض : تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض .
قالوا : أجل . وهم : ورقة بن نوفل ، وعبيد الله بن جحش ، وعثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى ، وزيد بن عمرو بن نفيل ، فقال بعضهم لبعض : تعلموا والله ما قومكم على شىء ، لقد أخطأوا دين أبيهم إبراهيم ، ما حجر نطيف به لا يسمع ولا يبصر ، ولا يضر ولا ينفع ! ! . يا قوم : التمسوا لأنفسكم فإنكم والله ما أنتم على شىء .


( 1 ) انظر : السيرة ( 1 / 191 - 192 ) . ( 2 ) نجى : النجى جماعة يتحدثون سرا يخفون حديثهم عن غيرهم ، وهو لفظ يستوى فيه الواحد والاثنان والجماعة .

156

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست