responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش    جلد : 1  صفحه : 46


وقلوبهم شَتّى ، أيُّها السائل إنّما الناس ثلاثة : زاهد وراغب وصابر ، فأمّا الزاهد فلا يفرح بشيء من الدنيا أتاه ، ولا يحزَن على شيء منها فاتَه ، وأمّا الصابر فيَتمنّاها بقلبه ، فإنْ أدرَك منها شيئاً صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها ، وأمّا الراغب فلا يُبالي منْ حِلٍّ أصابها أم منْ حرام .
قال له : يا أمير المؤمنين فما علامة المؤمن في ذلك الزمان ؟
قال : ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حَقٍّ فيتولاّه ، وينظر إلى ما خالفه فيتبرّأ منه وإن كان حميماً قريباً . قال : صدقت والله يا أمير المؤمنين ، ثمّ غاب الرجل فلم نره ، فطلبه الناس فلم يجدوه ، فتبسَّم عليّ ( عليه السلام ) على المنبر ثم قال : مالكم ؟ هذا أخي الخضر .
ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فلم يقم إليه أحد ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) ثم قال للحسن ( عليه السلام ) : يا حَسَن قم فاصعد المنبر فتكلَّم بكلام لا تُجهِّلك قريش من بعدي فيقولون : إنّ الحسن بن علي لا يُحسِن شيئاً .
قال الحسن ( عليه السلام ) : يا أبت كيف أصعدُ وأتكلّم وأنتَ في الناس تَسمعُ وترى ؟
قال له : بأبي وأمي أواري نفسي عنك وأسمعُ وأرى وأنتَ لا تراني .
فصعد الحسن ( عليه السلام ) المنبر ، فحمد الله بمحامد بليغة شريفة وصلى على النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) صلاة موجزة ثم قال : أيّها الناس سمعت جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « أنا مدينة العلم وعليٌّ بابُها ، وهل تُدخل المدينة إلاّ من بابها » .
ثمّ نزل ، فوثب إليه عليّ ( عليه السلام ) فحمله وضمّه إلى صدره . ثمّ قال للحسين ( عليه السلام ) : يا بُني قُم فاصعد المنبر وتكلّم بكلام لا تُجَهِّلك قريش من بَعدي فيقولون : إنّ الحسين بن عليّ لا يُبصِر شيئاً ، وليكن كلامك تبعاً لكلام أخيك ، فصعد الحسين ( عليه السلام ) المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على نبيّه صلاةً موجزةً ، ثمّ

46

نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست