نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 45
قال : بلى يا أشعَث ، قدْ أنزل الله عليهم كتاباً وبعث إليهم رسولا حتى كان لهم ملكٌ سكر ذات ليلة ، فدعا بابنته إلى فراشه ، فارتكبها ، فلما أصبَحَ تَسامَعَ به قومه ، فاجتمعوا إلى بابه فقالوا : أيّها الملك دَنَّسْتَ علينا ديننا وأهلكته ، فأخرُج نطهّرك ونُقِم عليك الحدّ . فقال لهم : اجتمعوا واسمَعوا كلامي ، فإنْ يكن لي مَخرَج ممّا ارتكبتُ وإلاّ فَشَأنكم . فاجتمعوا ، فقال لهم : هل علمتم أنّ الله لم يخلُق خلقاً أكرَم عليه من أبينا آدم وأُمّنا حوّاء ؟ قالوا : صدَقت أيّها الملك ، قال : أفَليس قد زوّجَ بنيه من بناته وبناته من بنيه ؟ قالوا : صدقت هذا هو الدين ، فتعاقدوا على ذلك فمَحا الله ما في صدورهم من العلم ، ورفع عنهم الكتاب ، فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب ، والمنافقون أشدّ حالا منهم . قال الأشعث : والله ما سمعت بمثل هذا الجواب ، والله لا عُدت إلى مثلها أبداً . ثمّ قال : سلوني قبل أن تفقدوني . فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكّئاً على عصاه ، فلم يَزَل يتَخطّى الناس حتى دنا منه ، فقال : يا أمير المؤمنين دُلّني على عَمَل أنا إذا عملته نَجّاني الله من النار . قال له : اسمع يا هذا ، ثم أفهم ، ثم استيقن ، قامت الدنيا بثلاثة : بعالم ناطق مستعمل لعِلمِه ، وبغنِيٍّ لا يَبخَل بماله على أهل دين الله ، وبفقير صابر ، فإذا كتم العالم علمه ، وبخل الغنّي ، ولم يصبر الفقير ، فعندها الويل والثبور ، وعندها يعرف العارفون بالله أنّ الدار قد رجعت إلى بدئها أي الكفر بعد الإيمان . أيُّها السائل فلا تغترنَّ بكثرة المساجد ، وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة
45
نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 45