نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 44
لأخبرتُكم . فقام إليه رجل يقال له ذعلب - وكان ذرب اللسان بليغاً في الخطب ، شجاع القلب - فقال : لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة ، لأُخجِّلَنَّهُ اليوم لكم في مسألتي إيّاه ، فقال : يا أمير المؤمنين ! هل رأيت ربّك ؟ قال : ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعْبُدُ ربّاً لم أرَه . فقال : فكيف رأيته ؟ صف لنا . قال : ويلك ، لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان . ويلك يا ذعلب ، إنّ ربّي لا يُوصفَ بالبُعد ولا بالحركة ولا بالسكون ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب ، لطيف اللّطافة ، لا يوصف باللّطف ، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم ، كبير الكبرياء لا يوصّف بالكبر ، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقّة ، مؤمنٌ لا بعبادة ، مدركٌ لا بمجسَّة ، قائلٌ لا باللّفظ ، هو في الأشياء على غير ممازجة ، خارجٌ منها على غير مباينة ، فوق كلّ شيء فلا يقال : شيءٌ فوقه ، وأمام كُلِّ شيء فلا يقال : له أمام ، داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل ، وخارجٌ منها لا كشيء من شيء خارج . فخَرّ ذعلب مغشيّاً عليه ، ثمّ قال : تاللهِ ما سَمِعتُ بهذا الجواب ، والله لا عُدت إلى مثلها . ثم قال : سلوني قبل أنْ تفقدوني ، فقام إليه الأشعث بن قيس فقال : يا أمير المؤمنين كيف يُؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم كتاب ، ولم يبعث إليهم نبيّ ؟
44
نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 44