نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 43
لمّا جلس عليّ ( عليه السلام ) في الخلافة وبايَعَه الناس خَرَج إلى المسجد مُتَعمِّماً بعمامة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لابساً بُردة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : متنعِّلا نعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، متقلّداً سيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فصعد المنبر ، فجلس ( عليه السلام ) عليه متمكّناً ، ثم شبَّكَ بين أصابعه فوضعها أسفلَ بطنه ثم قال : يا معشر الناس ، سلوني قبلَ أن تفقدوني ، هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، هذا ما زَقَّني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) زقّاً زقاً . سلوني فإنّ عندي علم الأوّلين والآخِرين . أما والله لو ثُنيت لي الوسادة فجَلَستُ عليها لأفْتَيتُ أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول : صدق عليّ ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ ، وأفتيتُ أهل القرآن بقرآنهم حتّى ينطق القرآن فيقول : صدق عليّ ، ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزلَ الله فيّ ، وأنتُم تتلونَ القرآن لَيلا ونهاراً ، فهل فيكم أحدٌ يعلم ما نزل فيه ؟ ولو لا آية في كتاب الله لأخبرتُكم بما كان وبما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وهي هذه الآية : ( يَمحو الله ما يشاءُ ويُثبت وعندهُ أُمُّ الكتابِ ) [1] . ثمّ قال : سَلوني قبل أنْ تفقدوني ، فوالله الذي فلقَ الحبّة وبَرأ النّسمة لو سألتموني عن آية آية في ليل أُنزلت أو في نهار أُنزلت ، مكيّها ومدنيّها ، سَفريّها وحَضَريِّها ، ناسخها ومنسوخها ، مُحكَمها ومتشابهها ، وتأويلها وتنزيلها