نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 324
الله ميثاقهم على الوفاء ، وعاند أهل الشقاق والنفاق وألحدوُا في ذلك فصَرَفوه عن حَدِّه الذي حَدّهُ الله عزّ وجلّ ، فقالوا : القرابة هم العرَب كلهم وأهل دعوته ! فعلى أي الحالتين كان فقد علمنا ان المودة هي القرابة فأقربهم من النبي ( صلى الله عليه وآله ) أولاهم بالمودة ، وكلما قربت القرابة كانت المودة على قدَرَها ، وما أنصفوا نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) في حيطته ورأفته وما مَنَّ الله به على أمّته مما تعجز الألسُن عن وصف الشكر عليه أنْ لا يُؤذوهُ في ذرِّيَّته وأهل بيته ، وان يجعلوهم فيهم بمنزلة العين من الرأس حفظاً لرسول الله فيهم والذين فرض الله تعالى مَودتهم ووعد الجزاء عليها فما وَفى أحدٌ بها ، فهذه المودَة لا يَأتي بها أحد مؤمناً مُخلصاً إلا استوجَبَ الجنة لقول الله عزّ وجلّ في هذه الآية : ( والذين آمنوا وعَملوا الصالحات في روضاتِ الجنات لهُم ما يشاؤون عند رَبِّهم ذلك هو الفضل الكبير * ذلك الذي يُبَشِّر الله عباده الذين آمنوُا وعَمِلوا الصالحات قل لا أسألكم عَليه أجَراً إلا المودّة في القربى ) مُفَسّراً ومُبَيّناً . ثم قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : حَدّثني أبي عن جدّي عن آبائه عن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) قال : اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله فقالوا : ان لك يا رسول الله مؤنَة في نفقتك وفيمن يَأتيكَ من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها باراً مَأجوراً اِعطِ ما شئت من غير حَرَج ، قال : فأنزل الله عزّ وجلّ عليه الروح الأمين . فقال : يا محمد ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) يعني أن تَوَدُّوا قرابتي من بعدي فخَرجوا ، فقال المنافقون : ما حمل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعد ، ان هو إلا شَيءٌ افتراه في مجلسه ، وكان ذلك من قولهم عظيماً فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية ( أم يقولون أفتَريهُ قل
324
نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 324