نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 323
قوماً تجهلون ) . وحكى عزّ وجلّ عن هود أنه قال : ( قل لا أسألكم عليه أجراً ان أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون ) . وقال عزّ وجلّ لنبيّه محمد ( صلى الله عليه وآله ) : قل يا محمد ( لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) ولم يفرض الله تعالى موَدّتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدّون عن الدين أبداً ولا يرجعون إلى ضلال أبداً . وأخرى ان يكون الرجل وادّاً للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوّاً له فلا يسلم له قلب الرجل فأحَبّ الله عزّ وجلّ ان لا يكون في قلب رسول الله على المؤمنين شيء ، ففرض عليهم الله مودّة ذوي القربى فمَن أخذَ بها وأحبَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأحَبّ أهل بيته لم يستطع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ان يبغضه ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغضَ أهل بيته فعلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ان يبغضه لأنه قد ترك فريضة من فرائض الله عزّ وجلّ ، فأيُّ فضيلة وأي شرف يتقدم هذا ويُدانيه ؟ فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية على نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى ) فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه وقال : « يا أيّها الناس ان الله عزّ وجلّ قد فَرضَ لي عليكم فرضاً فهل أنتم مُؤدُّوه ؟ فلم يجبه أحد فقال : يا أيّها الناس انه ليس بذهب ولا فضة ولا مأكول ولا مشروب ! فقالوا : هات إذاً ، فتلا عليهم هذه الآية ، فقالوا : أما هذه فنعم ! فما وفى بها أكثرهم وما بعث الله عزّ وجلّ نبيّاً إلا أوحى إليه ان يسألَ قومه أجراً لأن الله عزّ وجلّ يوفيه أجر الأنبياء ومحمد ( صلى الله عليه وآله ) فَرضَ الله عزّ وجلّ طاعته ومودّة قرابته على أمته وأمَرهُ أن يَجَعل أجرَهُ فيهم ليُؤدُّوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجبَ الله عزّ وجلّ لهم ، فان المودّة انما تكون على قدر معرفة الفضل ، فلما أوجَبَ الله تعالى ثقل ذلك لثقل وجوب الطاعة ، فتمسّكَ بها قومٌ قد أخذَ
323
نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 323