نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 321
والآية الثانية في الاصطفاء قوله عزّ وجلّ : ( إنّما يريد الله لِيذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهِّركم تطهيراً ) وهذا الفضل الذي لا يجهله أحدٌ إلا معاند ضال ، لأنه فضل بعد طهارة تنتظر فهذه الثانية . وأما الثالثة فحين ميّز الله الطاهرين من خلقه فأمر نبيّه بالمباهلة بهم في آية الابتهال فقال عزّ وجلّ : يا محمد ( فمن حاجّك فيه منْ بعد ما جائك من العلم فقل تعَالوا نَدعُ أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) فبَرز النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليّاً والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم وقرَنَ أنفُسَهُم بنفسه ، فهل تدرون ما معنى قوله : ( وأنفسنا وأنفسكم ) ؟ قالت العلماء : عنى به نفسه . فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : لقد غلطتم انما عنى بها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . ومما يدَلُّ على ذلك قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) حين قال : ليَنْتَهَينّ بنو وليعة أو لأبعَثَنّ إليهم رجلا كنفسي يعني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وعنى بالأبناء الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وعنى بالنساء فاطمة ( عليها السلام ) فهذه خصوصية لا يتقدّمهم فيها أحد وفضلٌ لا يلحقهم فيه بشر وشرف لا يسبقهم إليه خلق إذ جعل نفس علي ( عليه السلام ) كنفسه ، فهذه الثالثة . وأما الرابعة : فاخراجه ( صلى الله عليه وآله ) الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تكلّم الناس في ذلك ، وتكلّم العباس قال : يا رسول الله تركت علياً وأخرجتنا ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما أنا تركتُهُ وأخرجتُكم ولكن الله عزّ وجلّ تركه وأخرجكم ، وفي هذا تبيان قوله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » . فقال العلماء : وأين هذا من القرآن ؟ فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أوجدكم في ذلك قرآناً وأقرأه عليكم ؟
321
نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 321