نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 149
ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) فإذا ورد القيامة لا يرى شيئاً ممّا كان يظنّ أنّه يلقاه ، لأنّ المنافق لا برهان له فأعماله بالظن ، والظن لا يغني من الحقّ شيئاً ، لأنّ ما لا برهان له لا أصل له ، وما لا أصل له لا فرع له ، فلا قبول له ولا وجود له . والمنافق لا برهان له فلا أصل له ولا فرع له ، فلا ايمان له ، فلا نجاة له . دليله ما رواه صاحب الكشّاف من الحديث القدسي من الربّ العلي أنّه قال : لأُدخِلَنَّ الجنّة مَن أطاع عليّاً وإن عصاني ، ولأُدخِلَنَّ النار مَن عصاه وإن أطاعني وهذا رمز حسن ، وذلك لأنّ حبّ عليّ هو الإيمان الكامل ، والإيمان الكامل لا تضرّ معه السيّئات ، فقوله : وإن عصاني فإنّي أغفر له إكراماً له وأُدخله الجنّة بإيمانه فله الجنّة بالإيمان ، وبحبّ علي العفو والغفران . وقوله : ولأُدخِلنَّ النار من عصاه وإن أطاعني ، وذلك لأنّه إذا لم يوالِ علياً فلا إيمان له ، فطاعته هناك مجازاً لا حقيقةً ، لأنّ الطاعة بالحقيقة حبُّ علي المضاف إليها سائر الأعمال ، فمن أحبّ علياً فقد أطاع اللّه ، ومن أطاع اللّه نجا ، فمن أحبّ علياً فقد نجا . فاعلم : أنّ حبّ عليّ الإيمان وبغضه الكفر ، وليس هناك إلاّ مُحبٌّ ومُبغض ، فمحبّه لا سيّئة له فلا حساب عليه ومن لا حساب عليه فالجنّة داره ، ومبغضه لا إيمان له ، ومن لا إيمان له لا ينظرُ اللّه إليه فطاعته عين المعصية ، فعدوُّه هالك ، وإن جاء بحَسَنَات العباد بين يديه ، ووليُّه ناج ولو كان في الذنوب إلى شحمتي أُذنيه ، وأين الذنوب منَ الإيمان المنير ؟ أم أين من السيّئات مع وجود الإكسير ؟ فمبغضه من العذاب لا يقال ، ومحبُّه لا يوقف ولا يقال ، فطوبى لأوليائه وسحقاً لأعدائه .
149
نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 149