نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 148
ونادتني الأشواك ويحك هذه * منازل من تهوى فدونك فانزلِ غزلت لهم غزلاً دقيقاً فلم أجد * له ناسجاً غيري فكسرتُ مغزلي أو كما قيل : نقِّل فؤادك ما استطعت من الهوى * ما الحُبُّ إلاّ للحبيب الأوّل فاعلم أنّ اللّه سبحانه ما أنعم على عبد بمعرفة محمّد وحبّ عليٍّ فعذّبه قطّ ، ولا حَرَمَ عبداً فرحمه قطّ . محمد وعلي نور واحد ، وإنّما انقَسَما تسميةً ليمتاز النبيّ عن الوليّ كما امتاز الواحد عن الأحد ، فكلُّ أحد واحد ولا ينعكس ، وكذا كلّ نبيّ وليّ ولا ينعكس ، فلهذا لا توزن الأعمال يوم القيامة إلاّ بحبّ علي لأنّ الولاية هي الميزان . التوحيد لا يقابله شيء قلّ أم جلّ ، وكذا حبّ عليّ إذا كان في الميزان لا ينقصه شيء من الذنوب قلّ أم جلّ ، فإذا كان حبّه في الميزان فلا سيّئة ، وإذا لم يكن فلا حسنة ، لأنّ الحسنات بالتحقيق حبّه ، والسيّئات بغضه ، وإليه الإشارة بقوله : ( فأؤلئِكَ يُبَدِّلُ اللّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَات ) وقوله : ( وَقَدِمْنَا إلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَل فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءاً مَنْثُورَاً ) وليس في القيامة إلاّ مؤمن وكافر ومنافق ، والكافر ليست له حسنات تُوزَن ولا للمنافق ، فتعيّن أنّ ذلك للمؤمنين المذنبين وانّما وسعه الرحمن ، لأنّ مَن جاء بالايمان فكان كتابه متصل الحكم ثابتاً في دار القضاء لأنّ مبناه التوحيد ، وشهوده النبوّة وسجلّه الولاية ، فوجب له الايمان من اللّه ، المؤمن لإنصافه يوم لقائه ، وأمّا المنافق فهو يجهد في الدنيا قد ضيّع الأصل وأكبّ على الفرع ، والفرع لا يثبت إلاّ مع الأصل ، ولا أصل هناك فلا فرع إذاً ، فهو يسعى مجدّاً لكنه ضايع جدّاً ، وإليه الإشارة بقوله : ( الَّذِينَ
148
نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 148