نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 147
ومعرفته إيقان ، وإليه الإشارة بقوله : ( ولو لا فضل اللّه ورحمته ) فالرحمة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، والفضل عليّ . دليله قوله : ( قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) يعني بدين محمد وولاية علي ، لأنّ لأجلهما خلق الخلق ، وبهما أفاض عليه الرزق ، لأنّ كلّ ما ينظره الإنسان فهو الحسن أو الإحسان ، فالحسن هما والإحسان لهما . أمّا الحسن دليل قوله : « أول ما خلق اللّه نوري » فهو النور الجاري في آحاد الموجودات وأفرادها ، وأمّا الإحسان فقوله : « أنا من اللّه والكلّ منّي » فالكلّ من أجله وبأجله ، فهو الحسن والإحسان كما قيل : جميع ما أنظرهُ جماله * وكلّ ما خيّل لي خياله وكلّ ما أنشقه نسيمُه * وكلّ ما أسمعه مقاله ولي فمٌ شرّفه مديحه * ولي يدٌ كرّمها نواله ما يعرف العشق سوى متيّم * لذلّه قيل الهوى وقاله وذلك لأنّه مَصدر الأشياء ، ومَن هو مَصدر الأشياء فعَودُها إليه ضرورة ، بدؤُها منك وعودها إليك ، ومَن هو المَبدأ والمَعاد فزمام الأمور منوطٌ به ، فَتقُها ورَتقُها بيدك ، ومَن بيده الفتق والرتق له الحكم وإليه ترجعون . ولمّا طلعت شموس الأسرار من مطالع العناية ، ولمعت بوارق الأسرار من مشارق الهداية ، وعرفت أنّ الحيّ القيّوم جلّ اسمه فَضّلَ الحضرة المحمّدية أن جعل نورها هو الفيض الأول ، وجعل سائر الأنوار تشرق منها ، وتتشعشع عنها ، وجعل لها السبق الأوّل فلها السبق على الكلّ . والرفعة على الكلّ والإحاطة بالكلّ ، واللّه من ورائهم محيط ، فكنت كما قيل : تركت هوى ليلى وسعدى بمعزل * ومِلتُ إلى محبوب أول منزلِ
147
نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 147